أكد قائد قوة الدفاع المدني في مشعر منى العميد فهيد الفايدي أن خطة الدفاع المدني لتأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام هذا العام أثناء وجودهم في منى تستند على دراسات علمية دقيقة لتحليل المخاطر المرتبطة بالطبيعة الجغرافية لوادي منى، الذي تحيطه الجبال من جهات عدة وتمر عبره شبكة من الأنفاق التي يستخدمها عدد كبير من السيارات والآليات والحجاج. وكشف استعداد 98 فرقة للإطفاء والإسعاف والإنقاذ، إضافة إلى 200 دراجة نارية لدوريات السلامة والإشراف الوقائي، تغطي جميع أرجاء مشعر منى، على مساحة تزيد على ثمانية كيلو مترات، مشيداً بالتزام جميع الجهات بأنظمة ومتطلبات السلامة في المشاعر المقدسة، وممارستها أعمال الدفاع المدني بمفهوم حضاري يعكس وعياً كبيراً بالمسؤولية وحرصاً على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، واستجابة لما جاء في نظام الدفاع المدني الذي حدد مهام الجهات الحكومية ضمن خطة تدابير الحج. وأشار العميد الفايدي إلى أن جميع الجهات الحكومية لديها خطط تنفيذية لأعمالها في موسم الحج، بما في ذلك إجراءات مواجهة المخاطر ومساندة وحدات الدفاع المدني في أداء مهامها في المشاعر المقدسة، موضحاً وجود مندوبين دائمين للجهات الحكومية المشاركة في الحج للتعامل مع أي حالات طارئة واتخاذ ما يلزم من تدابير عاجلة في هذا الشأن. وأكد وجود متابعة مستمرة من قبل دوريات الدفاع المدني لمؤسسات الطوافة للوقوف على سلامة المخيمات بمشعر منى وعدم وجود ما يخل بتصميمها الذي لا يقبل أي تعديل قد يؤثر في مستويات السلامة بها. وشدد العميد الفايدي على تطبيق كل الإجراءات الخاصة بقرار منع استخدام الغاز المسال في المخيمات، بما في ذلك الغرامات المالية، بعد أن أثبتت الدراسات صعوبة السيطرة على الحرائق الناجمة عن استخدام أسطوانات الغاز لأغراض الطبخ، ولاسيما في ظل توافر بدائل في المطابخ المجهزة التي تستخدم خزانات الكيروسين التي تم تصميمها بمواصفات عالية تقلل من درجة الخطورة إلى أدنى المستويات. وحول استعدادات الدفاع المدني لمواجهة مخاطر السيول قال مدير مركز الدفاع المدني في منى: «هناك متابعة مستمرة للأحوال الجوية بالتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد، لمعرفة احتمالات سقوط الأمطار خلال أيام الحج، إضافة إلى تجهيز عدد من الوحدات الميدانية وفرق الإنقاذ المائي التي تضم أعداداً كافية من الغواصين والسباحين المؤهلين، مجهزة بالقوارب والمعدات لكل أعمال الإنقاذ في حوادث السيول، إضافة إلى المصدات المائية، لتقليل مخاطر السيول على مشعر منى، وخصوصاً في الجهة الشمالية، ودفع المياه باتجاه نفق بطول أربعة كيلو مترات إلى خارج الوادي. وفي ما يتعلق بالمخاطر المحتملة في الأنفاق أكد العميد الفايدي وجود فرق متخصصة للمسح الوقائي وقياس نسبة التلوث في 12 نفقاً بمشعر منى، ونقل نتائج أعمال الرصد إلى عمليات الدفاع المدني لاتخاذ ما يلزم من إجراءات، كإيقاع التفويج عبر الأنفاق في حال ارتفاع نسبة التلوث، واستخدام تجهيزات حديثة لتنقية الهواء داخل الأنفاق، وتقليل نسبة الغازات الضارة، مع إمكان إغلاق بعض الأنفاق تماماً متى تجاوزت نسبة التلوث الحدود المسموح بها. إلى ذلك، أكملت الشركة السعودية للكهرباء خطة الشركة التشغيلية لحج هذا العام من خلال مرتكزات عدة، تشمل: الإشراف الكامل على تشغيل وصيانة الشبكة الكهربائية في هذه الفترة، وتعزيز النظام الكهربائي لضمان أعلى درجات الموثوقية من خلال تشغيل وحدات التوليد بأقصى قدرة إنتاجية ممكنة وقت الذروة، وتعزيز الشبكة الكهربائية في مدينة مكةالمكرمة بتشغيل وتوسعة محطات تحويل وادي جليل «جهد 380 / 110 كيلوفولت»، وتعزيز وتشغيل سبع محطات تحويل فرعية جديدة وتوسعة بعض المحطات القائمة. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك أن من ضمن الخطة تعزيز الشبكة الكهربائية بمكةالمكرمة وطرق مداخل الحج بجانب تجهيز 15 فرقة لإصلاح أي أعطال بهذه الشبكات إلى جانب تعزيز شبكة التوزيع في مكةالمكرمة من خلال تمديد مغذيات جهد متوسط وجهد منخفض جديدتين. وكشف المهندس البراك أن خطة الشركة في منطقة المشاعر بدأ تنفيذها مطلع شهر ذي القعدة الماضي، وجرى خلال هذه الفترة إيصال الكهرباء لمشروع تطوير وتوسعة الجمرات بمشعر منى بحمل قدره «12 ميغافولت أمبير»، ومشروع أبراج الصفوة بحمل قدره «44 ميغافولت أمبير».