تحوّل برنامج مغامرات الواقع التلفزيوني «دروبد»، الذي كان يفترض أن تعرضه القناة الأولى في التلفزيون الفرنسي «تي أف 1»، إلى فاجعة إثر اصطدام مروحيتين في ولاية لا ريوخا شمال غربي الأرجنتين، حيث تصوّر مشاهده، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم ثلاثة من الأبطال الرياضيين الفرنسيين، في حادث أصاب بلادهم بالذهول، وتصدّرت صورهم الصحف والبرامج الإخبارية. وعُدَّ أكبر مأساة في تاريخ هذا النوع من البرامج. ووضع الحادث نهاية محزنة لمسيرة البحارة فلورانس أرتو (57 سنة) بطلة سباقات المراكب، والسبّاحة الأولمبية كامي موفا (25 سنة)، والملاكم أليكسي فاستين (28 سنة)، إضافة إلى خمسة فرنسيين آخرين ينتمون إلى فريق إنتاج البرنامج، وأرجنتينيَّيْن. وعند إبلاغه الخبر المفجع، وجّه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تحية تقدير للأبطال الثلاثة الذين «أرادوا استغلال طاقاتهم إلى أقصى حد»، وأعلن رئيس الحكومة مانويل فالس أن فرنسا في حال حداد. وقررت النيابة العامة الباريسية فتح تحقيق بتهمة القتل غير المتعمّد، لكشف ملابسات اصطدام المروحيتين، لا سيما أن الظروف الجوية كانت جيدة في المنطقة التي أقلعتا منها. وكان يُفترض أن يشارك في البرنامج ثمانية رياضيين آخرين، بينهم السبّاح الأولمبي ألان برنار والمتزلّج فيليب كانديلورو وبطلة الدراجات الهوائية جاني لونغو ولاعب كرة القدم سيلفان ويلتورد ولاعبة السنوبورد آن فلور ماركسر، لكن الأقدار شاءت ألا يكونوا موجودين على متن المروحيتين. وأبدى رئيس مجموعة «بويغ»، مارتان بويغ الذي يملك القناة الأولى في التلفزيون الفرنسي، حزنه البالغ للحادث، وكذلك شركة «أ أل ب» المنتجة للبرنامج، وقررت وقف التصوير وإعادة طاقم الإنتاج المؤلّف من 80 شخصاً إلى فرنسا. وهذه المرة الثانية التي تواجه فيها الشركة حادثة مأسوية، إذ اضطرت إلى وقف تصوير برنامج «كولانتا» عام 2013 إثر وفاة أحد المشاركين فيه إدغار بابان بأزمة قلبية، ما دفع الطبيب المشرف على البرنامج إلى الانتحار. ويرجّح أن يثير الحادث الجديد نقاشاً حول نظم الأمان المتّبعة في إطار المغامرات في برامج «تلفزيون الواقع»، خصوصاً أن حوادث أخرى مأسوية وقعت لدى تصوير عدد منها في بلدان أخرى. واقتُبس «دروبد» عن برنامج سويدي يقضي بنقل المشاركين بواسطة مروحيات معصوبي العيون إلى أماكن يجهلونها، وفي حوزتهم كمية محدودة من الماء وجهاز «جي بي أس» (تحديد الموقع)، وعليهم إيجاد غذائهم وتأمين مسكنهم. وانطلق تصوير البرنامج نهاية شباط (فبراير) الماضي في أوشوايا أقصى جنوب الكرة الأرضية، في باتاغونيا الأرجنتينية. وأظهرت المشاهد الترويجية، الظروف القاسية والخطيرة التي يواجهها المشاركون. وكانت السبّاحة موفا أحرزت 3 ميداليات، بينها ذهبية سباق 400 م حرة في دورة لندن الأولمبية عام 2012، وفاجأت الجميع باعتزالها المسابقات قبل بطولة أوروبا العام الماضي. وتعتبر أرتو «خطيبة الأطلسي الصغيرة»، من أفضل البحارات في العالم وفرضت نفسها حتى في بطولات الرجال. وأحرزت سباق «طريق روهم» عام 1990 بمفردها، وهو من أشهر السباقات عبر المحيط الأطلسي بين سان مالو (بريتاني في غرب فرنسا) وبوانت آبيتر (غوادلوب الخاضعة لفرنسا في الأطلسي). ونال فاستين برونزية الملاكمة (دون ال 63 كلغ) في دورة بكين الأولمبية عام 2008.