واشنطن، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - وصل رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ الى الولاياتالمتحدة حيث بدأ اول زيارة دولة له منذ تسلم الرئيس باراك اوباما مهماته في البيت الابيض، كما أعلن الناطق باسم السفارة الهندية في الولاياتالمتحدة راهول شبارا. وحطت طائرة سينغ في قاعدة «اندروز» العسكرية القريبة من العاصمة واشنطن. وستستغرق زيارته اربعة ايام. وتقام حفلة استقبال ومادبة عشاء على شرف الزائر الهندي في البيت الابيض اليوم. وسيبحث سينغ واوباما عدداً من المواضيع، من التغير المناخي الى التجارة مروراً بافغانستان. وأفاد خبراء ان هذه الزيارة تحمل طابعاً رمزياً لأن اوباما سيتمكن خلالها من الاعراب عن اهتمامه بأكبر ديموقراطية في العالم، بعدما عمل على تطوير علاقاته مع الصين وباكستان. والتقى رئيس الوزراء الهندي مسؤولين في شؤون التجارة وخبراء في الشؤون الخارجية. ووجه عبر الصحافة الاميركية دعوة الى الحكومة الاميركية لممارسة ضغوط على باكستان، لحملها على السيطرة على المتطرفين، معرباً عن شكوكه في التزام إسلام آباد التام بالقيام بهذا الامر. وقال رئيس الحكومة الهندية في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» ومجلة «نيوزويك» انه جدد دعوته لاجراء مناقشات مع باكستان. لكنه أوضح ان الأخيرة وهي منافس تاريخي للهند، لم تقم بخطوات كافية ضد المحرضين على الهجوم الارهابي الدامي الذي وقع في بومباي العام الماضي. وأضاف سينغ: «كنا طيلة 25 سنة، ضحايا اعمال ارهابية دعمتها باكستان وأوحت بها، ونأمل في ان تستخدم الولاياتالمتحدة كامل نفوذها لحمل باكستان على التخلي عن هذه الطريق». وأعلن سينغ ايضاً انه سيشجع اوباما ايضاً على استمرار تدخله العسكري في افغانستان، فيما يستعد الاخير لاتخاذ قرار حول عدد الجنود الاضافيين الذين سيرسلهم الى هناك. وقال سينغ ان افغانستان يمكن ان تغرق في حرب اهلية اذا قررت الولاياتالمتحدة الانسحاب منها. وشكك سينغ في تقاسم الولاياتالمتحدةوباكستان الاهداف نفسها في افغانستان. وقال ان من مصلحة إسلام آباد استمرار نفوذها على جارها الشمالي. وأوضح سينغ: «لست ارى ان باكستان ترحب ترحيباً حاراً بدعم العمليات التي تشن ضد طالبان في افغانستان». وقال: «انهم يتصدون لطالبان فقط، عندما يتعرض تفوق جيشهم للتهديد». وقال رئيس الوزراء الهندي لشبكة «سي إن إن» إنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قابضاً على زمام الجيش. وأبدى قلقه من احتمال سقوط الترسانة النووية الباكستانية في الأيدي الخطأ. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي ان الهند أثارت أسئلة ليس الهدف منها سوى المماطلة في استئناف المحادثات بين البلدين. وقال قرشي: «أشعر بخيبة أمل، أشعر بأن الهند تماطل وتبحث عن أعذار لعدم استئناف الحوار». وتريد الولاياتالمتحدة أن يقلل البلدان من حدة التوتر وأن يستأنفا الحوار في شأن عدد من القضايا بدءاً بالتجارة وانتهاء بمنطقة كشمير المتنازع عليها حتى تتمكن باكستان من التركيز على الحرب الدائرة ضد مقاتلي «طالبان» و «القاعدة» على حدودها مع أفغانستان. وأوقفت الهند عملية سلام استمرت خمس سنوات واشتملت على محادثات موسعة مع جارتها بعد هجوم بومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وألقت الهند باللائمة في الهجوم على متشددين مقرهم باكستان قالت إنهم مدعومون من وكالات رسمية. ودانت باكستان الهجوم الذي قتل فيه 166 شخصاً ونفت ضلوع أي جهات رسمية فيه. وأقرت باكستان بأنه تم التخطيط لهجوم بومباي على أراضيها وهي تحاكم سبعة مشبوهين في جلسات مغلقة. وقال قرشي إن هذا يظهر جدية بلاده في التعامل مع من هم وراء هجوم بومباي. كما رفض الشكوك التي أثارها سينغ في شأن أهداف باكستان في أفغانستان، وقال إن العالم يدرك عزم باكستان في محاربة التشدد ومدى تضحياتها.