لا تعرف صناعة الشوكولا السويسرية الخسائر حتى في أقسى الأزمات المالية حول العالم. وتُعتبر سويسرا مركزاً رئيساً حول العالم لصناعة الشوكولا وتصديرها. وتتنافس سويسرا في أوروبا مع ألمانيا وفرنسا، لكن حجم صادرات الشوكولا السويسرية إلى بعض مناطق العالم، مثل آسيا والدول العربية والخليجية، هو الأعلى. وتمكنت صناعة الشوكولا السويسرية في شكل لافت من التوغل سريعاً، في بعض أسواق الدول النامية من طريق عرض منتجات جديدة مدروسة الأسعار وصديقة للطبقات الشعبية فيها. وسجل استهلاك الشوكولا على الصعيد المحلي زيادة ملحوظة أخيراً مقارنة بعام 2000، إذ قفز بنسبة 37 في المئة تقريباً. وتراجعت صادراتها إلى ألمانيا العام الماضي بنسبة 7 في المئة، وبريطانيا بنسبة 3 في المئة. وبغض النظر عن وجهاتها التجارية، تمكنت أصناف من الشوكولا السويسرية مثل «بروغلي» و «شتينغل»، من تحقيق عائدات زادت بمعدل 16 في المئة العام الماضي. ويمكن تقسيم خرائط صناعة الشوكولا السويسرية وتجارتها إلى أجزاء، إذ على صعيد عدد العمال المنخرطين في هذه الصناعة فهو زاد 3.3 في المئة في السنوات الثلاث الأخيرة وصولاً إلى خمسة آلاف عامل. أما عائدات هذه الصناعة الوطنية، فقفزت 2.7 في المئة في الفترة ذاتها من 1.632 بليون فرنك عام 2012، إلى 1.728 بليون في2014. ويعني ذلك أن حركة الصادرات ساهمت في نحو 48 في المئة من الناتج المحلي لهذه الصناعة، بعدما كانت 46.1 في المئة عام 2012. وبالنسبة إلى معدل استهلاك الشوكولا، فهو ارتفع من 11.7 كيلوغرام لكل مواطن سنوياً عام 2011، إلى 12 كيلوغراماً العام الماضي. وإلى جانب فوائدها الصحية للقلب وتوازن ضغط الدم والأعصاب، تدخل صناعة الشوكولا في مناسبات تجارية، مثل حفلات الأعراس والمطاعم والفنادق. وعلى غرار صناع الأدوية السويسريين، تضع شركات انتاج الشوكولا السويسرية خططاً خمسية طموحة، بهدف رفع العائدات إلى نحو 2.7 بليون فرنك نهاية عام 2020. وبين الأسواق العالمية التي تستأثر باهتمام هذه الشركات، في المقام الأول، كندا والبرازيل والهند. أما عامل التوسع المشترك الذي يجمع صناعتي الأدوية والشوكولا تحت سقف واحد، فهي أسواق الخليج وأفريقيا شبه الصحراوية التي ستكون حافلة بالعقبات. لكن ضخ الأموال، بهدف تطوير البنى التحتية القادرة على استيعاب تشكيلات واسعة من المنتجات الغربية هناك، ومن ضمنها السويسرية، سيكون حلاً لمشكلات استهلاكية كثيرة.