- سيطرت فصائل المعارضة السورية أمس على أجزاء واسعة من قرية حندرات الاستراتيجية شمال حلب، في نكسة جديدة لقوات النظام التي كانت تحاول منذ شهور التقدم من تلك المنطقة لإكمال الطوق على مدينة حلب ولكسر حصار المعارضة على بلدتي نبل والزهراء المواليتين والواقعتين في ريف المدينة الشمالي الغربي. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في قرية حندرات وبمحيط تلة حندرات وقرية باشكوي بريف حلب الشمالي، بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، بالتزامن مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، وسط تقدم لمقاتلي جبهة النصرة والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين داخل قرية حندرات والسيطرة على أجزاء واسعة منها». وأكدت وكالة «مسار برس» المعارضة بدورها سيطرة المعارضين على قرية حندرات «بالكامل» وتقدمها صوب مخيم حندرات. وأشار «المرصد»، من جهته، إلى مقتل طفلتين وإصابة آخرين بجروح «جراء القصف الجوي الذي استهدف قرية المسلمة قرب بلدة مسكنة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بريف حلب الشرقي، فيما قصف الطيران الحربي مناطق على طريق الكاستيلو شمال حلب، كما قصف الطيران المروحي ببراميل متفجرة منطقة في حي مسكن هنانو بمدينة حلب». وأورد «المرصد» أيضاً أن الطيران المروحي ألقى برميلاً متفجراً على منطقة المعامل على طريق الشيخ نجار القديم على أطراف مدينة حلب، كما ألقى برميلاً متفجراً على منطقة تلة المضافة قرب قرية حندرات بريف حلب الشمالي. في غضون ذلك، أفاد «المرصد» أن ثلاثين شخصاً غالبيتهم عناصر في تنظيم «الدولة الإسلامية» قُتلوا في غارتين نفذتهما طائرات تابعة لقوات التحالف على مصفاة نفط في شمال سورية على مقربة من الحدود التركية. وأوضح «المرصد» في بريد إلكتروني: «نفذت طائرات التحالف العربي الدولي ضربتين متتاليتين على مصفاة نفط عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة تل أبيض في محافظة الرقة قرب الحدود السورية - التركية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعمال في مصفاة النفط». ووزع «المرصد» شريط فيديو يظهر كتلة نار كبيرة تندلع ليلاً في المصفاة بعد حصول الغارة. وكانت طائرات التحالف نفذت أول من أمس غارات على مقر ل «جبهة النصرة» في منطقة أطمة الحدودية مع تركيا في محافظة إدلب (شمال غرب)، ما تسبب بمقتل تسعة عناصر من الجبهة، وفق «المرصد». واستهدفت الغارات معسكراً للجبهة مؤلفاً من مساكن وأبنية عدة، يقع على تلة على بعد أكثر من خمسمئة متر من وسط أطمة. وأفاد سكان في أطمة وكالة «فرانس برس» أن الصواريخ التي ألقتها الطائرات استهدفت ثلاثة أبنية «دمرت تماماً». على صعيد آخر، قتل أمس سبعة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام استهدف مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. وأوضح «المرصد» أن ستة قتلى قضوا في قصف بالبراميل المتفجرة، لافتاً إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات حرجة»، بينما قتلت امرأة في قصف مدفعي على المدينة. وتسيطر قوات النظام على مجمل مدينة ومحافظة حمص (وسط)، باستثناء حي الوعر في المدينة، وبعض المناطق في الريف وبينها مدينتا الرستن وتلبيسة المحاصرتان. وفي محافظة دمشق، دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر في حي جوبر، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في الحي»، وفق ما ذكر «المرصد». أما في ريف دمشق فقد ارتفع إلى 13 قتيلاً بينهم طفلان عدد الذين قتلوا الأحد جراء قصف من طائرات النظام الحربية على مناطق في مدينة عربين. كما أصيب في الغارات أكثر من خمسين شخصاً آخرين بجروح، وفق «المرصد» الذي كان قد أفاد في حصيلة أولية عن مقتل 11 شخصاً. وتعرضت مناطق أخرى في الغوطة الشرقية الأحد لقصف من طائرات حربية أو بالبراميل المتفجرة التي يتم إلقاؤها من مروحيات عسكرية. وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية منذ حوالى سنة ونصف وتستهدفها بالقصف الجوي في شكل شبه يومي، وتسعى إلى السيطرة عليها بهدف القضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها، وإبعاد خطر مقاتلي المعارضة عن العاصمة. وتعاني مناطق عدة في ريف دمشق من نقص في المواد الغذائية والطبية، ما تسبب بعشرات الوفيات كان آخرها قبل يومين في مدينة دوما حيث توفي طفل نتيجة «نقص العلاج والغذاء اللازميَن»، وفق المرصد. إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن القوات النظامية قتلت «عدداً من متزعمي التنظيمات الإرهابية التكفيرية: في ريفي درعا والقنيطرة، مشيرة إلى ضربة «دقيقة» استهدفت مقراً للمعارضة في بلدة الجيزة التي تبعد 13 كلم عن الحدود الأردنية في محافظة درعا، وضربة أخرى في قرية رسم الخوالد في القنيطرة. وتابعت الوكالة أنه «في ريف إدلب قضت وحدة من الجيش والقوات المسلحة على 20 إرهابياً على طريق إدلب - حارم- معظمهم من جنسيات أجنبية ودمرت لهم 3 عربات ومدفعاً ثقيلاً». أما «المرصد» فأشار إلى «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أطراف بلدة معرتحرمة بريف إدلب الجنوبي والتي شهدت (أول من) أمس قصفاً بالبراميل المتفجرة» أدى إلى مقتل مواطنة. وفي محافظة اللاذقية، نفذ الطيران الحربي صباح أمس غارات على مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي والتي تشهد اشتباكات عنيفة منذ أيام بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، وفق تقرير ل «المرصد». أما في محافظة حماة (وسط سورية)، فقد ذكر «المرصد» أن الطيران المروحي قصف صباح أمس بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرزيتا ومناطق أخرى في الأراضي الزراعية لبلدة مورك بريف حماة الشمالي، في حين دارت ليلة الأحد - الإثنين «اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، قرب بلدة اللطامنة وقرية الزلاقيات».