تنُعش الزيارة الرسمية التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وعقيلته إلى المغرب اليوم (الثلثاء) بدعوة من الملك محمد السادس، المشاريع التجارية والاقتصادية المشتركة التي اتفق في شأنها بموجب «اتفاق أغادير» الذي وقع عام 2004 بين أربع دول عربية، هي مصر وتونس بالاضافة الى المغرب والأردن، بغرض إنشاء نواة سوق عربية مشتركة واستثمارات إقليمية متعددة المصادر. وستبحث القمة المغربية الأردنية في قضايا مختلفة، منها تداعيات «الربيع العربي» التي أثّرت سلباً في اقتصاديات المملكتين، وزادت في عجز موازنتيهما وحساب الميزان التجاري، ما دفعهما إلى إبرام اتفاقات دعم مالي مع صندوق النقد الدولي ومؤسسات مالية دولية أخرى لتمويل العجز. كما حصلت الدولتان على دعم من دول مجلس التعاون الخليجي بقيمة إجمالية تقدر بعشرة بلايين دولار تمتد حتى عام 2017، في إطار اتفاق التعاون الاستراتيجي الذي بات يجمع ثماني مملكات عربية لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهدد المنطقة العربية. وعلى رغم ضعف المبادلات التجارية البينية فإن البلدين يرتبطان معاً باتفاق المنطقة التجارية الحرة مع الولاياتالمتحدة، ولهما علاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى عضويتهما في «معاهدة دوفيل» الفرنسية لمساعدة دول الربيع العربي وقيمتها نحو 36 بليون يورو. وتعتبر المملكتان من بين الدول الأقل تأثراً بتداعيات «الربيع العربي» سياسياً، لكنهما تأثرتا أكثر اقتصادياً ومالياً وتجارياً وسياحياً، بسبب ارتفاع أسعار النفط من جهة والأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو من جهة ثانية، ما قلص من حجم التدفقات المالية والاستثمارات الخارجية. وعلى رغم الاستقرار السياسي والاجتماعي يواجه الأردن والمغرب صعوبات اقتصادية ومالية زادت في حجم بطالة الشباب ورفعت معدلات الاستدانة الخارجية، وقلصت من معدلات النمو الاقتصادي. ولا تزال تداعيات التحولات الإقليمية تلقي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية للدول المستوردة للنفط، انعكست سلباً على أوضاعها المالية، حيث أصبحت الديون العربية الخارجية تمثل حالياً نحو187 بليون دولار، تتقاسمها كل من مصر ولبنان والسودان والمغرب وتونس والأردن، من مجموع ديون كانت تقدر بنحو 203 بلايين دولار عام 2014، علماً أن إجمالي المديونية العربية يتجاوز 600 بليون دولار. ويسعى المغرب والأردن إلى إحياء روح «اتفاق أغادير» لتطوير التجارة والمبادلات والتعاون الأمني والتقني والبحث العلمي، والمساهمة في إقامة شركة للنقل البحري تمتد من ميناء جدة السعودي مروراً بالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ثم إلى المحيط الأطلسي، مروراً بموانئ أردنية ومصرية وتونسية ومغربية، بخاصة ميناء طنجة الأكبر في المنطقة. وكان القصر الملكي المغربي أعلن مساء الأحد ان العاهل الأردني سيبدأ اليوم (الثلثاء) زيارة رسمية الى المغرب تستمر حتى الخميس ترافقه فيها الملكة رانيا. وأوضح المصدر لوكالة الانباء المغربية ان العاهل الاردني سيجري «محادثات رسمية» مع نظيره المغربي الملك محمد السادس. وكان العاهل المغربي قد زار الاردن نهاية العام 2012 في اطار جولة اقليمية.