للمرة الثالثة في غضون عام، عادت البقعة الورديّة اللون للظهور على امتداد شاطئ مدينة سيهات (محافظة القطيف). وتجمهر حولها الكثيرون لالتقاط الصور لها، لاعتقاد بعضهم أنها «تغير طبيعي يحدث للمياه بين الفينة والأخرى». بيد أن رائحة تشبه ما ينبعث من المواد البترولية، وتحديداً «الديزل»، بدد اعتقادهم. فيما يرجح قيام جهة «مجهولة» باستخدام أنابيب الصرف بشكل غير نظامي، وسكب مواد كيماوية. وكانت جهات معنية أطلقت تحذيرات عدة، وذلك بعد تكرار هذه الحادثة قبل مدة وجيزة، وفتحت ملف تحقيق، للتوصّل إلى الجاني. فيما لم يعلن عن المتسبب حتى هذه اللحظة. إلا أنها اكتفت بإعلان أن ما تم سكبه عبر أنابيب الصرف الصحّي «مواد بتروليّة». وانكشف سيناريو التلوث البحري الذي حدث أمس، عند الثالثة والنصف عصراً، واستمر حتى مغيب الشمس، على رغم ازدياد سرعة الرياح وارتفاع الموج في شاطئ سيهات، إلا أن ذلك لم يسهم في تخفيف حُمرة المياه، التي شكّلت دائرة عريضة، ولم يعرف سببها إلى الآن، وما إذا كان الأمر تسبب في نفوق عدد من الأسماك الصغيرة التي لا تحتمل تداخل التركيبات الكيماوية في البيئة البحرية. بدورها، أكدت الرئاسة العامة للأرصاد و حماية البيئة عدم تلقيها أي بلاغ بالحادثة من أية جهة رسميّة أو مواطنين، يفيدون بوجود بقعة ورديّة اللون على امتداد شاطئ سيهات، ما يؤكد وجود تلوّث بحري، تكرر للمرة الثالثة على رغم اختلاف الأسباب في أقل من عام واحد. وقال المتحدث باسم «الرئاسة» حسين القحطاني ل «الحياة»: «لم نتلق أي بلاغ عن تلوث لا من جهات مختصة، ولا من مواطنين أو حركة صيادين ومرتادي البحر». وأوضح أن الرئاسة «ستتحقق من صور البقعة الوردية، وذلك من أجل التأكد بشكل أكبر من صحة الموضوع، من عدمه». ولفت القحطاني إلى أن الحالات التي حدثت في السابق كانت ناتجة من «أشخاص قاموا برمي مواد، وتم تشكيل لجنة لمتابعة القضية، وتم التوصل إلى أطراف معينة متسببة». وذكر أن وجود تلوث بالطريقة نفسها «أمر مهم للغاية. وفي حال وجود متسبب وتلوث فعلي؛ فهذا المتسبب يرى أن الأنظمة والقوانين يُضرب بها عرض الحائط». فيما أكد نائب رئيس جمعية الصيادين في الشرقية جعفر الصفواني، ل «الحياة» وقوع الحادثة والتلوث الذي تسبب في بقعة وردية اللون على امتداد شاطئ سيهات أمس. وذكر أن ذلك «بدأ منذ الثالث والنصف عصراً، وانتشر ذلك من طريق صور الذين تواجدوا على الشاطئ بأنفسهم، كذلك في مواقع التواصل الاجتماعي». ولفت الصفواني إلى أن الماء لم يكن جزراً، مؤكداً أن ذلك لا يظهر عادة إذا كان يوجد نفوق أسماك، كذلك ازدياد سرعة الريح في الوقت ذاته. وأوضح أن حدوث مثل هذه البقعة يكون خلفه «شخص ذو جرأة ما دفعه إلى القيام بذلك، على رغم اهتمام الجهات المعنيّة، لكن الأمر يحتاج إلى جديّة أو فعليّة في البحث». واقترح الصفواني «تتبع الجناة من خلال الأنابيب التي تم سكب المواد من طريقها. إذ إن المتسبب سيتضح بكل يسر وسهولة»، لافتاً إلى أن الحادثة هذه تكررت للمرة الثالثة، مستغرباً عدم الإفصاح عن المتسببين من أجل عدم تكرار ذلك من جديد، مشيراً إلى أن لكل جريمة أثر.