قابل زعيم «تيار المستقبل» اللبناني الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري أمس، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية في القاهرة، في حضور باسم السبع وغطاس خوري، وتركز البحث على مدى ساعة على التطورات العربية والإقليمية. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن السيسي «عبّر عن تقديره لمواقف الحريري الداعمة لمصر في حربها ضد الإرهاب ومساندتها لحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي»، مؤكداً دعم مصر «الكامل للبنان موحداً قوياً ومتقدماً يحظى فيه كل مواطن بحقوقه كاملة بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه»، ومشيراً إلى أن مصر «تحرص على دعم هذا المنطق في لبنان والمنطقة بشكل عام». وقال إن السيسي عبر خلال اللقاء عن «اهتمام مصر بانتخاب الرئيس اللبناني في أسرع وقت ممكن وأن حسم هذا الأمر سيصب في مصلحة استقرار لبنان وسيعزز التنسيق الجاري بين لبنان والدول العربية في المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة». واعتبر الحريري أن السيسي «يحمل مسؤولية قيادة مصر بشجاعة وصبر وحكمة، وجددت تعازي اللبنانيين الحارة بالشهداء الذين سقطوا على يد الإرهاب، وأكدت الوقوف بجانب مصر في مواجهة قوى الضلال والتطرف. وإننا في مركب واحد، نواجه عدواً للدين والقيم والحضارة العربية والإسلامية، ولا مجال للحياد». وأكد «أننا في صف الاعتدال العربي والإسلامي، أي في المكان الذي اختارته مصر وشعبها وقيادتها، بالتضامن مع كل الأشقاء في دول الاعتدال». وأوضح أن «تحدثنا بالتفصيل عن مصلحة لبنان والعرب، ونرى، كما مصر، أن الاعتدال بمواجهة كل أنواع التطرف وليس نوعاً واحداً. فالتطرف موجود، إن كان الإيراني أو التطرف الذي نراه في «داعش» و «النصرة»، وتحدثنا عن مواجهة لبنان للإرهاب، وتمنى الرئيس السيسي حصول انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الموضوع تتمناه كل دولة في العالم». وعما إذا تطرق البحث إلى التمدد الإيراني في المنطقة وسبل مواجهته، قال الحريري: «بالطبع وأكدنا أن هناك أخطاراً محيطة بالعالم العربي اليوم، ويجب وضع استراتيجية عربية لمواجهتها لمصلحة العالم. وبصراحة، في موضوع إيران لدينا ملاحظات، ولكن هذا لا يعني أننا ضد إيران. نريد أن تكون علاقاتنا بها لمصلحة لبنانوإيران معاً، وليس لمصلحة إيران فقط». وعن الأزمة السورية، قال: «مصر وكل الدول مع مقررات «جنيف 1» و «جنيف 2»، والمشكلة أن النظام السوري يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر. هناك إجماع عالمي على أن هذا النظام لا يمكن أن يكمل بالشكل الذي يوجد فيه حالياً. فحلول «جنيف 1» و «جنيف 2» تقضي بأن يخرج نظام بشار الأسد من السلطة، فإذا كان النظام يقبل ب «جنيف 1»، فعليه أن يتنحى وتنتقل السلطة كما ينص عليه مؤتمر «جنيف 1». وزار الحريري مقر مشيخة الأزهر الشريف والتقى شيخ الأزهر محمد أحمد الطيب في حضور أعضاء الوفد اللبناني السبع وخوري ورضوان السيد والمستشار الديبلوماسي لشيخ الأزهر السفير محمد عبدالجواد. و «تركز البحث على الأوضاع في المنطقة». وأكد شيخ الأزهر أمام الحريري «ضرورة العمل على تشكيل قوة دفاع عربي مشتركة تتصدى لقوى الإرهاب والتشدد التي خربت كثيراً من بلدان العرب والمسلمين».