يشكل الصلع في السعودية هاجساً لدى الكثير من الشبان بعد انتشاره في شكل كبير، إذ كان سابقاً يعتبر مؤشراً لتقدم الرجال في العمر، لكن انتشاره بين الشبان في عمر العشرين أصبح يشكل قلقاً نفسياً، حتى باتت غالبية الشبان لا تتنازل عن غطاء الرأس سواء على شكل قبعة أم شماغ. ولجأ كثيرون إلى العلاج بحثاً عما يعيد لهم بريق شعورهم، وأصبح السفر إلى تركيا حلم «الصلع» بعد انتشار مراكز زراعة الشعر في شكل كبير وبمبالغ تعتبر زهيدة مقارنة بالبلدان الأخرى، إذ تزيد كلفة زراعة الشعر في السعودية عن 17 ألف ريال (أي ما يعادل 4500 دولار). وتحول الأمر تجارة مربحة، إذ بدأت عشرات المستشفيات التخصصية تقدم خدمات متكاملة إضافة إلى زرع الشعر، من تذاكر سفر وسكن ومترجمين، بكلفة شاملة لا تتجاوز 7 آلاف ريال. ويقول عمر الحربي: «أشعر بالإحراج كثيراً عندما ألبس البذلة الرياضية أمام أصدقائي وأرى أناقتي انتهت بمجرد تبديل الزي الرسمي ونزع الغترة التي تخفي صلعي». ويضيف: «مع استخدامات كثيرة لزيوت الشعر والعقاقير لم أجد نتيجة، إلى أن سافرت إلى تركيا ليتحقق حلم السنين في ثلاثة أيام فاستعدت شعر مقدم رأسي بعدما شعرت أن الصلع أفقدني سنوات شبابي». ويقول فيصل الحسين: «ورثت الصلع من أسرتي، ولكن لم تكن الحلول مشجعة في الفترة الماضية قبل أن تنتشر اليوم عيادات زراعة الشعر. وفي مرحلة ما قررت ارتداء الباروكة كحل بديل، ووجدت أن هناك أنواعاً جيدة لا تختلف عن الشعر الطبيعي ويتم تثبيتها بطريقة لا يمكن إزالتها بالماء بل في مركز متخصص فقط وهي أيضاً أقل كلفة ومخاطرة». ويضيف: «لكثرة ما سمعت عن زراعة الشعر في تركيا وبمبالغ تعتبر زهيدة مقارنة بالأسعار في السعودية، سافرت وأجريت العملية وأصبح شعري الآن ينافس شعر أبناء جيلي». ويوضح محمد وليد فاخوري، وهو مندوب إحدى العيادات التخصصية في تركيا أن عدد السعوديين يشكل70 في المئة من نسبة المستفيدين العرب من خدمات زراعة الشعر. ويقول ل «الحياة»: «نحرص على تقديم الباقات المتكاملة لزبائننا من تذاكر الطيران والاستقبال والسكن في فنادق أربع نجوم وجولة سياحية خلال أيام إجراء عملية زراعة الشعر وذلك ما يرغب فيه السعوديون تحديداً». ويضيف: «التكلفة معقولة نسبياً وهي بحدود 3 آلاف علماً أننا نعتذر عن عدم استقبال أي حالات تعاني أمراضاً جلدية أو معدية فنحن نقوم بتحليل الدم وبالعلاج والعناية قبل الزراعة». ويقول المختص في علم الاجتماع ماجد الغامدي: «الأسباب التي تساهم في تساقط الشعر كثيرة ولكن السبب الأهم هو الطقس ثم مياه الاستحمام ثم تأتي الحالات النفسية والضغوط العصبية. وعموماً يعيب المجتمع على الرجل صلعه لذا يعمد معظم الشبان إلى اعتمار الغترة والعقال عند بداية تساقط شعرهم وهو ما يساهم بحد ذاته في زيادة تساقط الشعر عبر إغلاق مسامه، فلو كان معرضاً للهواء والشمس لساعد ذلك على تقويته».