اتفق استشاريون على أن الصلع يزيد لدى الرجال البالغين أكثر من غيرهم حتى أصبح ظاهرة طبيعية، بيد أن بعضهم يرى أنه يؤثر على نفسية الرجل خصوصاً في السفر، في الوقت الذي يستحسنه البعض الآخر بحسب دراسة تطبيقية. ووفقاً لاستشاري جراحة التجميل والترميم في الحرس الوطني الدكتور هيثم جمجوم، أن بإمكان الرجل السعودي إخفاء صلعه نظراً لارتدائه الشماغ الذي يغطي ما بالرأس، ومضى: «تصل نسبة الصلع بالنسبة لمن هم في سن ال30 عاماً إلى 40 في المئة، وتصل 50 في المئة للذين تخطوا العقد الخامس من العمر، إذ يعانون من المشكلة أكثر من غيرهم»، وأردف: «السبب الرئيس في غالبية مشكلات الصلع يعود إلى العامل الوراثي، وهو درجات يبدأ من مقدم الرأس ويزحف من ثم إلى الوراء، إذ اعتدنا إجراء ما لا يقل عن ست عمليات في هذا الصدد شهرياً، بيد أننا نرى أن المشكلة في تزايد وبحاجة إلى توعيه وكلفة أقل». وأشار جمجوم إلى أن نصف نسبة المعانين من الظاهرة يلجأون إلى إنهائها علاجياً، بينما النصف الآخر يتحمل ويرضى بواقعه، مبيناً أن المشكلات عند الرجل تبدأ في سن ال20، في الوقت الذي تعد نسبة عالية من الرجال أزمة تؤثر على نفسيتهم على رغم أن زينا الرسمي يساعد على إخفاء الصلع نظراً إلى وجود الشماغ والطاقية، بيد أن الذين يضطرون لكشف رؤوسهم أو حين السفر فمثّل لهم أزمة حقيقية، فهؤلاء هم الأكثر بحثاً في إيجاد طرق لإخفائه أو علاجه. ونصح استشاري جراحة التجميل بتدارك الأمور المؤدية إلى الصلع كتساقط شعر الرأس والاستعجال بعلاجها باكراً، فالأمر يكون أفضل في بدايته، إذ تتم معالجته بأدوية تحافظ على بقاء الشعر الموجود، ويجنب التدخل الجراحي، وتابع: «إن تساقط 100 إلى 150 شعرة في اليوم أمر طبيعي، ويصبح عكس ذلك إذا زاد الحجم عن هذا المعدل أو لاحظ كميات متساقطة حين يستيقظ على وسادته أو عند الاستحمام بكثرة، وهنا نحثه على المسارعة في عرض المشكلة على الأطباء المختصين كي يجنبنا التدخل الجراحي، إذ إن آلاف المعانين لا يأتون إلينا إلا في حال متأخرة جداً وعندها لا يفيد العلاج بالأدوية». وأضاف: «إن الناس لم تعد تهتم ب «باروكة الشعر» لكنهم اتجهوا إلى استخدام البودرة السوداء وسكبها على فروة الرأس بحيث لا تظهر الفراغات في الشعر ولا تكون هناك لمعة لصلع، وأكثر الذين يحرصون لمعالجة الظاهرة هم المقبلون على الزواج». وحذر جمجوم من الاتجاه إلى الشعر الصناعي (وهو خصل بلاستيكية تغرز في الجلد) لمداراة صلع الرأس، ميزتها وضع كمية كبيرة من الشعر بكلفه بسيطة جداً، بيد أن هذه النوعية تتسبب في إحداث التهابات مزمنة لفروة الرأس يصعب علاجها، لهذا كان منع هذا الشعر في جميع أنحاء العالم، وعلى رغم ذلك فهو موجود للأسف في بعض العيادات في السعودية. وبحسب جمجوم، هناك على الجانب الآخر صلع لدى النساء، لكنه يختلف عن الصلع لدى الرجال، على اعتبار أن مشكلات الشعر لدى السيدات أقل بكثير من نظرائهن الرجال، نظراً إلى وجود علاقة لمشكلات الشعر بالهرمونات «لذا نلاحظ حينما تنقطع عن النساء الدورة الشهرية وتكبر في السن يبدأ يقل شعرها وتكثر مشكلاتها لاختلال توازن الهرمونات الأنثوية في جسمها». وعلى النقيض من رأي سابقه، يرى مستشار التجميل الدكتور سمير زمو أن الصلع لم تعد أزمة تؤثر على نفسية الرجل بقدر ما تؤثر على نفسية المرأة، مشيراً إلى أن الرجال الآن لا يهتمون بما يصيبهم من الصلع خلافاً للطرف الآخر، وقال: «على رغم الوعي على وجود زراعة لما يصيب الرأس من صلع إلا أن الكثير لا يهتم، ومنهم من يقبل لكن للعلاج والتجميل وليس من باب أزمة نفسية وشعور بنقص»، لافتاً إلى أن ما يرد إليهم هن النساء إذ يدخلن في أزمة نفسية لمجرد تساقط شعرها أو إحساسها بذلك، إذ إنهن يختلفن عن الرجل من حيث إن الصلع غير متعارف لديهن مثل ما هو عند الرجال».