6 ساعات فقط، كانت المدة الزمنية التي تعرّض فيها الحساب الذي يُعرف ب«مجتهد» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للإيقاف، دفعت نحو مليون متابع إلى إلغاء متابعتهم له، قبل أن يعود الحساب مجدداً إلى التغريد حاملاً معه نحو 700 ألف متابع فقط. حساب «مجتهد» الذي ظل على مدى أكثر من ثلاثة أعوام شهيراً بالمغالطات والتحريض، أعتقد معه رواد «تويتر» أن إدارة الموقع وضعت له حداً وقرّرت إسقاطه من قائمة المنتمين لموقعها، وذلك بدعوى تأييده تنظيمات إرهابية وعمله على إثارة الفتنة من خلال ما يطرحه من تغريدات، غير أن جميع تلك التأويلات تلاشت بمجرّد إعلانه العودة. وواجه الحساب الذي كان يحظى بأكثر من مليون و700 ألف متابع، الكثير من المطالبات بالمسارعة بإغلاقه ومحاسبة من يشرفون عليه، وذلك انطلاقاً من كونه يطرح عدداً من التغريدات التي لا تستند إلى إثباتات وحقائق، إلى جانب استهدافها إثارة الفتنة وبث الفرقة على مستوى المجتمع السعودي خصوصاً. فيما لم تجد تلك المطالبات على مدى الأعوام الماضية تجاوباً من إدارة الموقع الاجتماعي، قبل أن تعقد الشركة اجتماعاً لبحث مدى ضرورة إيقاف الحسابات المشبوهة التي تُعرف بتوجيه الإساءات وسرد المغالطات وتأييد بعض الجماعات الإرهابية، وعلى رغم إيقافها لأكثر من حساب ضمن تلك الفئات، إلا أنها لم تُدخل «مجتهد» ضمنها. وكانت إدارة موقع «تويتر» تعرّضت لتهديدات بالاغتيال من أحد التنظيمات الإرهابية خلال الفترة الماضية، على خلفية إغلاق حسابات بعض المستخدمين التابعين للتنظيم. إيقاف الساعات الست الذي برّره الشخص أو الأشخاص القائمون على الحساب بأنه بسبب خلاف مع إحدى السفارات، دفع معظم المتابعين إلى اتخاذ إجراء إلغاء المتابعة، في صورة فسرها البعض بتفسيرات عدة، منها خشية ملاحقتهم بحجة إمكان التأييد لهذا الحساب، أو توصّلوا إلى قناعة بعدم صدقية ما يتم طرحه،. فيما ذهب آخرون إلى أن الأرقام قد تكون وهمية، أو أن الإلغاء جاء بسبب إغلاق الحساب فقط. واعتبر متخصص في الإعلام الجديد (فضل عدم ذكر اسمه)، أن متابعة «مجتهد» لا تعني التأييد له بالضرورة. مشيراً إلى أن بعض رواد «تويتر» يتابعون بعض الحسابات التي تظهر لهم في الصفحة الرئيسة للموقع، من دون النظر إلى محتوى تغريداتها. وأضاف في حديث ل«الحياة»: «الحساب كان يحمل أكثر من مليون ونصف المليون متابع، وبمجرّد إعلان الإيقاف اتضّح أنه فقد أكثر من 50 في المئة من المتابعين، وهذا يعكس أنهم لا يحملون التأييد لمضمون التغريدات التي تُطرح من خلاله، التي تُعرف بمحاولتها بث الفرقة وإحداث الفتنة بين أفراد المجتمع، من خلال التطرّق لعدد من القضايا والشؤون والشخصيات بأسلوب يزخر بالمغالطات والبعد عن الحقيقة».