لم تكد تمر أيام قليلة على قرار موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" بملاحقة حسابات أنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا ب"داعش"، حتى ظهرت نتائج هذه الملاحقة في عرقلة نقل الأخبار بين أعضاء التنظيم، باعتراف الدواعش أنفسهم عبر حساباتهم، ما يكشف مدى تأثير وسائل التواصل في ضرب تقدم التنظيم. وسارع العديد من مقاتلي "داعش" إلى إنشاء حسابات جديدة لهم بعد إغلاق أو وقف حساباتهم القديمة، التي اعتادوا من خلالها على نشر جرائمهم وعمليات القتل والتعذيب التي يرتكبونها في حق الأبرياء بهدف إرهاب معارضيهم ولفت أنظار العالم، كما لجأ بعضهم إلى "فيسبوك" كبديل ل"تويتر" لنشر أخبارهم، خاصة أن "فيسبوك" لم يتوسع حتى الآن في ملاحقتهم وإغلاق حساباتهم. وتعاون العشرات منهم في إعادة نشر وعمل "ريتويت" للحسابات الجديدة بهدف كسب المتابعين بعد الخسارة التي منيت بها حساباتهم، ولجأ بعضهم للدعاء لمن ينشر حسابه، حيث قال مقاتل يدعى "معاوية الأموي": "أسأل الله العظيم أن من ينشر حسابي أن يدخله الجنان مع النبيين والشهداء". ووضح في تغريدة لمقاتل يدعى "نبراس الدولة" مدى تأثير ملاحقة "تويتر" لحسابات الدواعش، حيث قال بنبرة لا تخلو من الحزن والأسى منذ نحو 5 ساعات: "تخيل مليون جندي صليبي يغزون الشام والعراق يقابلهم مائة ألف مجاهد فقط! وتويتر مغلق! والأخبار مقطوعة! وأنت قاعد تتسول الأخبار تثير الشفقة!". وحاول بعض المقاتلين عدم الاستسلام أمام "تويتر"، ونشروا عدة نصائح لأنصار التنظيم، حاولوا من خلالها تجنب تكرار إغلاق حساباتهم، حيث تبادل بعضهم مقالا كتبه شخص يدعى "علي الحسيني" يشرح من خلاله الطرق التي على أساسها يكتشف "تويتر" حسابات الدواعش تمهيدا لإغلاقها، ونصحهم "الحسيني" بتغيير اسم الحساب عند إنشائه مجددا عقب الإغلاق، مؤكدا أن "تويتر" يضع الاسم القديم ضمن قوائم "الفلاتر"، كما نصحهم بالتلاعب في أسماء وشروح الفيديوهات والصور وعدم كشف حقيقة ما تتضمنه هذه الفيديوهات من عمليات قتل أو تعذيب.