تعهدت إيران أمس «الذهاب إلى أقصى مدى ممكن» في مفاوضاتها مع الولاياتالمتحدة لتسوية ملفها النووي، لكنها اشترطت لإبرام اتفاق نهائي «رفع كل العقوبات» المفروضة عليها. وحذرت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من كشف تفاصيل «انتقائية» عن المفاوضات في خطاب يلقيه اليوم أمام الكونغرس، معتبرة أن الأمر يجعل التوصل إلى اتفاق «جيد» أكثر صعوبة. (للمزيد). وعاودت طهرانوواشنطن محادثاتهما في مدينة مونترو السويسرية أمس، إذ التقى نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نظيرته الأميركية ويندي شيرمان، في حضور هيلغا شميد مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، قبل اجتماع وزيرَي الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري. وسئل ظريف، الذي التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف أمس، إذا كان واثقاً من نتيجة محادثاته مع كيري، فأجاب: «سنحاول أن نذهب إلى أقصى مدى ممكن». وأضاف: «أحرزنا بعض التقدّم منذ آخر مرة... على شركائنا في المفاوضات، خصوصاً الدول الغربية والولاياتالمتحدة، أن يتفهموا في شكل حاسم أن العقوبات والاتفاق لا يستقيمان معاً. إذا أرادوا اتفاقاً يجب رفع كل العقوبات» المفروضة على طهران. أما كيري، فذكر أن إيران والدول الست المعنية بملفها النووي حقّقت «بعض التقدّم» في المفاوضات، مستدركاً أن «الطريق طويل والوقت يمرّ. التوصل إلى اتفاق ممكن، لكن الأمر ليس مضموناً». وتابع: «لا اتفاق حتى الآن، ولن يكون هناك اتفاق إذا لم تتخذ إيران قرارات صعبة مطلوبة منها». وأقرّ بعجزٍ عن «قصف المعرفة» بالتكنولوجيا النووية، داعياً في المقابل إلى وضع نظام تفتيش يتيح التأكد من «الطابع السلمي» لبرنامج طهران النووي. وفي إشارة ضمنية إلى خطاب نتانياهو أمام الكونغرس، أعرب الوزير الأميركي عن «قلق من تقارير تفيد بأن تفاصيل منتقاة للمفاوضات الجارية ستُناقَش علناً في الأيام المقبلة»، محذراً من أن ذلك «سيزيد من صعوبة التوصل إلى الهدف الذي تعلن إسرائيل وآخرون أنهم يشتركون فيه من أجل نيل اتفاق جيد». وتابع: «أمن إسرائيل يتصدّر اهتمامنا، ولكن هذا الأمر ينطبق على أمن الولاياتالمتحدة وكل دول المنطقة». وكان مسؤول إسرائيلي رافق نتانياهو في الطائرة إلى الولاياتالمتحدة قال إن الدولة العبرية تملك «معلومات ممتازة» عن مضمون «اتفاق سيئ» تتفاوض في شأنه إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وتحدث عن انطباع إسرائيلي بأن أعضاء الكونغرس «لا يعرفون بالضرورة تفاصيل الاتفاق كاملة»، مستدركاً أن الكونغرس «قد يكون الكابح الأخير لمنعه». وتصدر الملف الإيراني خطاب نتانياهو أمام مؤتمر لجنة العلاقات الإسرائيلية- الأميركية (آيباك) في واشنطن أمس حيث شدد على عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، ملوّحاً بتحرك منفرد ضدها. وقال نتانياهو أمام «آيباك» بحضور 16 ألف شخص، بينهم السفير الأميركي لدى إسرائيل دانيال شابيرو، إن الخطاب الذي سيلقيه أمام الكونغرس اليوم هو عن إيران و «التهديد الوجودي الذي تمثله لدولة إسرائيل»، معتبراً أن «النظام الإيراني يلتهم دولة بعد الأخرى في الشرق الأوسط... ولا يمكن السماح له بتطوير السلاح النووي». وأبرز زعيم «ليكود» أمام الحضور خريطة ملونة ل «جيش إيران الإرهابي حول العالم» ولعمليات يعتقد الجانب الإسرائيلي أن إيران نفذتها في العقود الأربعة الأخيرة. وقال إن إسرائيل «تحركت بشكل انفرادي في السابق للدفاع عن نفسها، وستدافع دائماً عن نفسها»، مشيراً إلى حرب عام 1967 كمحطة عسكرية خاضتها إسرائيل من دون موافقة الولاياتالمتحدة. ولفت إلى أنه فيما «يضرب نظام (الرئيس بشار) الأسد شعبه بالبراميل المتفجرة، نعالج نحن ضحاياه عبر الخط الحدودي في الجولان». من جهة أخرى، أكدت سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة سامنتا باور أن «ما من دولة تتنازل عن أمنها للسلام، وهذه المعادلة نطبقها أيضاً مع إسرائيل». وحاولت احتواء التوتر بين البيت الأبيض وحكومة نتانياهو، مؤكدة أن «أميركا لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، ونقطة على السطر». وتزامناً مع زيارة نتانياهو لواشنطن، عمد البيت الأبيض إلى نفي تقارير تحدثت عن نية خفض المساعدات العسكرية الضخمة لإسرائيل رداً على التوتر الناتج من خطاب نتانياهو أمام الكونغرس. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان إن هذه «الأنباء غير صحيحة».