قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان دولاً غربية وعربية تضغط على ادارة الرئيس باراك اوباما للحصول على «تعهد» بقيام مقاتلات التحالف الدولي - العربي ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) ب «توفير حماية جوية» لمقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» المقرر تدريبهم في معسكرات في اربع دول في المنطقة. وكان نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو والسفير الأميركي في أنقرة جون باس وقعا اتفاقاً لتدريب «المعارضة المعتدلة» في الاراضي التركية ضمن برنامج أقره الكونغرس لتدريب 15 الف مقاتل خلال ثلاث سنوات بموازنة سنوية قدرها نصف بليون دولار أميركي. ويشارك اكثر من الف مدرب اميركي وبريطاني في تدريب المقاتلين السوريين في الاردن وقطر والسعودية وتركيا. وبعدما كانت اأنقرة تطالب بحظر جوي ومناطق آمنة شمال سورية وان يقاتل مقاتل المعارضة على «جبهتي داعش والنظام السوري» للانخراط في الحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» وتدريب المقاتلين المعتدلين، وافقت على استضافة برنامج التدريب على اراضيها. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش ان بين 1500 و2000 سوري سيتلقون التدريب سنوياً في تركيا، لافتاً إلى أن الاتفاق «نص على أن التدريبات ستجرى في تركيا. وستنسقها الولاياتالمتحدةوتركيا معاً وستتخذ القرارات معاً. ولن يتخذ قرار يتعارض مع الإرادة التركية». وأوضحت المصادر الديبلوماسية ان لجنة مشتركة من «وكالة الاستخبارات الاميركية» (سي أي ايه) والاستخبارات التركية ستقوم ب «اختيار» المقاتلين، مشيرة الى ان الدفعة الاولى التي ستتدرب في تركيا تضمن حوالى مئتي مقاتل تركماني سوري. وتابعت المصادر ان عملية التدريب كان مقرراً ان تبدأ في بداية الشهر الجاري، غير ان «قيوداً قانونية اميركية تتعلق بالكونغرس الاميركي ارجأت انطلاق البرنامج الى نهاية الشهر الجاري»، مشيرة الى انه جرى اختيار مئة مقاتل للخضوع لدورة تدريبية على ان يتخرج حوالي ثلاثة آلاف مقاتل في العام الجاري واكثر من خمسة آلاف اضافيين في نهاية العام الجاري، بحيث «يبدأ المقاتلون بالانتشار في ميدان المعارك في ايار (مايو) المقبل، ليصل عددهم الى ستة آلاف في منتصف العام المقبل». وأوضحت المصادر الديبلوماسية ان تفويض الكونغرس يتضمن تدريب هذه القوة لمحاربة تنظيم «داعش» والدفاع عن الاراضي التي تستحوذ عليها والدفع باتجاه التوصل الى «حل سياسي» في سورية «مايفتح الباب امام توسيع الخيارات مستقبلاً». وأشارت الى ان ايران ابلغت ادارة اوباما ب «وضوح» ان القيام بأي عمل عسكري ضد قوات النظام السوري سيعرض القوات الاميركية في العراق الى «مخاطر»، الامر الذي دفع اوباما الى «التزام موقف سياسي واضح بعدم توجيه اي ضربات لقوات النظام كي لا يعرض استراتيجية محاربة داعش والمفاوضات الجارية لعقد اتفاق نووي بين الغرب وايران، الى اي مخاطر من البوابة السورية». غير ان المشرف على برنامج وزارة الدفاع (بنتاغون) مايكل ناغاتا يحاول «زحزحة» موقف اوباما، اذ انه «حصل على موافقة البيت الابيض على تسليم المقاتلين السوريين اسلحة اميركية متطورة ودعم طبي وسيارات رباعية الدفع، اضافة الى توفير معدات تقنية كي يطلب المقاتلون دعماً جوياً». وأضافت: «الخطوة الاخرى التي يريدها ان تتعهد الادارة علناً بتوفير الحماية الجوية للمقاتلين، الامر الذي لم يحصل الى الآن». وكان منسق التحالف الدولي - العربي ضد «داعش» الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن أمام مركز ابحاث «اتلانتيك كاونسل» في واشنطن قبل يومين: «لدينا مشروع واضح لتدريبهم وتجهيزهم بأحدث الاسلحة، لكن أيضاً لحمايتهم عندما يحين الوقت». ورداً على سؤال عما اذا كانت حماية هؤلاء المقاتلين يمكن ان تتم من خلال فرض منطقة حظر جوي، قال آلن ان «كل هذه الخيارات جارٍ بحثها. من المهم أن لا تفكروا بأننا لن ندعم هؤلاء المقاتلين». وكان اوباما اسقط خيار اقامة الحظر الجوي شمال خط العرض 35.5 والمناطق الأمنة في شمال سورية بعدما توصل مسؤولون فرنسيون واتراك الى تصورات تفصيلية له من النواحي العسكرية والسياسية والامنية والشرعية، حصلت على دعم الجنرال آلن، لاسباب عدة أحدها عدم تعرض استراتيجية «داعش اولاً» و «العراق اولاً» الى مخاطر و «عدم خلق فراغ يستفيد منه داعش»، بحسب المصادر الغربية. ويختلف البرنامج الذي يديره ويشرف عليه «البنتاغون» ويسمي «البرنامج العلني» عن البرنامج الذي تدير «سي اي ايه» ويسمى ب «البرنامج السري». وأشارت المصادر الى موازنة البرنامج الاخير لتدريب المعارضة ارتفعت في الفترة الاخيرة وتجاوزت بليوني دولار اميركي، غير ان «قيوداً تفرض عليه تتعلق بطبيعة السلاح والانخراط الاميركي فيه، الامر الذي سيكون مختلفاً في البرنامج العلني التابع لوزارة الدفاع».