يتجه الأردن خلال الفترة المقبلة إلى تدريب قوات سورية معتدلة، للانخراط بالحرب ضد الإرهاب، إضافة لتدريب قوات عراقية وكردية، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة سيبدأ «في غضون أربعة إلى ستة أسابيع». وقالت مصادر رسمية أردنية ل «الحياة» أن «الحديث جار عن تدريب المملكة لقوات سورية وعراقية وكردية خلال الفترة المقبلة». وأضافت المصادر أنه «سيتم قريباً تدريب هذه القوات في مراكز التدريب الأردنية، التي تعد الأفضل عالمياً». وأشارت إلى أن «تدريب قوات سورية وعراقية على الأرض الأردنية، يأتي في سياق انخراط المملكة بالحرب على الإرهاب وخصوصاً تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش الإرهابي في سورية والعراق». وفي خصوص المقترح الأخير الذي قدمه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لإنشاء قوة عربية مشتركة، وموقف الأردن من الانخراط فيها، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني ل «الحياة» إن بلاده «على تشاور مستمر مع الأشقاء من أجل تعزيز تكاتف الجهود لدحر الإرهاب». ويشارك الأردن في التحالف الدولي - العربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لضرب تنظيم «داعش» في العراق وفي سورية. وعززت السلطات الأردنية الرقابة على الحدود مع سورية والتي تمتد لأكثر من 370 كيلومتراً واعتقلت عشرات الأشخاص الذين حاولوا عبورها في شكل غير قانوني وحاكمت عدداً منهم. وأعلن حرس الحدود العام الماضي تزايد عمليات التهريب وتسلل الأفراد بين الأردن وسورية بنسبة تصل إلى 300 بالمئة. وكان الناطق باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي (رويترز) قال مساء الجمعة: «وفق تقديراتنا يفترض أن نكون جاهزين لبدء التدريب فعلياً في غضون أربعة إلى ستة أسابيع». وبعد أشهر من النقاشات الشاقة وقّعت واشنطنوأنقرة في 19 شباط (فبراير) الماضي، اتفاقاً لتدريب عناصر سورية معارضة معتدلة في قاعدة تركية وتزويدها معدات عسكرية. وأعلنت الخارجية التركية الجمعة أن برنامج تدريب وتجهيز المعارضين المعتدلين للنظام السوري سينطلق اليوم. لكن الأميرال كيربي أوضح أن عملية غربلة العناصر الذين سينخرطون في برنامج التدريب لم تكتمل بعد، إذ لم يجتز مرحلة التصفية حتى الآن إلا حوالى مئة عنصر في حين أن برنامج التدريب يستلزم مشاركة «ما بين 200 و300» عنصر في كل دفعة. ولفت الناطق باسم البنتاغون إلى أن عملية انتقاء هؤلاء العناصر تتم بعناية منعاً لتسلل عناصر معادية إلى برنامج التدريب. وتركز الخلاف بين واشنطنوأنقرة حول هذا البرنامج على تحديد العدو الذي يتعين على هؤلاء المقاتلين السوريين التركيز على قتاله. في حين تريد واشنطن تدريب هؤلاء المعارضين في إطار مكافحتها تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف، فإن أنقرة، التي تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد عدوها اللدود، تريدهم أن يقاتلوا القوات النظامية السورية والمتطرفين بالحدة نفسها. ومن المقرر أن ينتشر في تركيا والسعودية وقطر ما مجموعه ألف جندي أميركي للمساعدة في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة لإرسالهم لاحقاً إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. ووصل إلى المنطقة حتى الآن حوالى 100 مدرب أميركي للقيام بهذه المهمة. وتقوم الاستراتيجية الأميركية ضد متطرفي «الدولة الإسلامية» على هزيمة هذا التنظيم في العراق أولاً. أما في سورية، فتقول واشنطن أن الأمر يتطلب على الأرجح سنوات عدة قبل أن يتمكن مقاتلو المعارضة المعتدلة من إحراز تقدم ضد الجهاديين.