على رغم وجود عدد من أماكن التصوير في مصر وأشهرها مدينة الإنتاج الإعلامي بإمكاناتها الضخمة، غير أن معظم البرامج التي تعرض حالياً على الشاشات المصرية تصوّر في بيروت ومنها «Killer Karaoke» و»Dancing with the Stars» و»back to school» وسواها من الأعمال التي تحقق مشاهدة عالية، وتعتمد على عنصر الصورة والإبهار. ودارت تساؤلات عدة حول سبب تراجع نسب تصوير برامج المنوعات في مصر على رغم أنها تضم كوادر بشرية متميزة وأماكن تصوير جيدة. المخرج إيهاب أبو زيد الذي قدم العديد من برامج المنوعات خارج مصر وداخلها مثل «لعب النجوم»، قال ل «الحياة»: «أهم ما يميز لبنان، وجود شركات كبرى متخصصة في إنتاج برامج المنوعات تكون مهمتها توفير المنتج التلفزيوني الجذاب للفضائيات من دون تحمل أي محطة عبء التنفيذ المباشر، بل تكتفي كل محطة بتحديد احتياجاتها وتقوم بالإشراف العام فقط. كما أن برامج الفورمات العالمية تصوّر في لبنان لوجود عدد كبير من الكوادر الفنية المدربة على هذا النوع من البرامج وغالبيتها تدرب في محطات عالمية كبرى عُرضت فيها برامج الفورمات ولدى كثر منهم خبرات هائلة، وهناك أيضاً طبيعة الجمهور اللبناني الذي يقبل على حضور برامج المنوعات والإستمتاع بكواليس تصويرها وحضور نجومها». وأكد أبو زيد أن هناك بعض الإتفاقات تتم بين الفضائيات المصرية واللبنانية على الإنتاج والعرض المشترك لبعض برامج المنوعات، بالتالي التصوير في لبنان يكون أيضاً مطلوباً، وهناك إتفاقات توقّع بين عدد من الفضائيات المصرية واللبنانية والخليجية على إنتاج برامج منوعات ضخمة الإنتاج وتحتاج لمواصفات خاصة في التصوير. أما الفنان عمرو يوسف مقدم برنامج «Back to school» الذي صوّر في لبنان ويعرض على فضائية «الحياة» المصرية، فأكد أن البرامج أصبحت صناعة متكاملة لا تقل عن صناعة الدراما وتحقق عوائد كبيرة للجهات المنتجة والجميع يبحث عن الجودة خصوصاً بالنسبة إلى استوديوات التصوير ومساحتها، وهذا ما يتوافر في لبنان لأن الاستوديوات المصرية مشغولة غالباً ببرامج التوك شو التي تعرض على الهواء مباشرة. ورأى عمرو أن الساحة الإعلامية المصرية قادرة على التواصل بقوة مع برامج المنوعات بخاصة أنها تضم مخرجين ومصورين واختصاصيين في الإضاءة والديكور على مستوى عال من الكفاءة. ونفى المخرج محمد بلال أن تكون الفضائيات المصرية غير قادرة على إنتاج برامج المنوعات داخل مصر، و»الدليل على ذلك أن عدداً من البرامج الناجحة مثل «معكم» (تقديم منى الشاذلي) و»صاحبة السعادة» (تقديم الفنانة إسعاد يونس) صوّرا في مصر، وبشكل إحترافي متميز». واشار الى أن موضوع التصوير داخل مصر أو خارجها لا يرتبط بالكفاءات البشرية ولكن بحسابات إنتاجية بحتة، ف «ربما يكون التصوير خارج مصر أقل كلفة للمحطة المنتجة ومن هنا تتعاقد مع إحدى الشركات لتنفيذ البرنامج». وأكد بلال أن البرامج الفقيرة إنتاجياً لا تجذب المشاهد، وقال: «بالتالي من الطبيعي أن تنفق الفضائيات المصرية ملايين الجنيهات على برامج المنوعات لأنها يمكن أن تحقق دخلاً إعلانياً مناسباً يعوّض كلفتها الإنتاجية. ويبقى عنصر مهم في تحديد نجاح أي برنامج منوعات هو الفكرة الرئيسية، ولذلك تركز الفضائيات أكثر على برامج الفورمات المستوردة من الخارج والتي حققت نجاحاً من قبل ويمكن أن يتكرر نجاحها في الشرق الأوسط». المذيعة نجلاء بدر التي قدمت عدداً من برامج المنوعات مثل «سواريه» و «cash or splash» قالت أن العالم العربي يضم كفاءات كبيرة في العمل التلفزيوني، وتابعت: «صناعة برامج المنوعات ازدهرت أخيراً خصوصاً مع إقبال الجمهور على متابعة برامج الفورمات العالمية التي يتطلب تنفيذها معايير معينة ومن هنا يُختار مكان التصوير الذي يرتبط أيضاً بمساحة الأستوديو. فبرامج مثل «arab Idol» و «The voice» وغيرهما تحتاج إلى استوديوهات ذات مساحات كبيرة». وشددت نجلاء على أنها كمذيعة لا تشغل بالها بمكان التصوير بمقدار ما تحرص على التدقيق والتجويد في المنتج الإعلامي الذي تقدمه كما أنه مع التطور التكنولوجي الكبير لن يُقبل المشاهد على برنامج ضعيف في مضمونه أو شكله الخارجي، ثم إن المحطات الفضائية الكبيرة تحرص دائماً على اختيار أفضل الكوادر البشرية في برامجها سواء داخل مصر أو خارجها لأن التنافس كبير على جذب المشاهدين والمعلنين.