أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال اجتماعهما في الرياض أمس، عمق العلاقات الإستراتيجية بين بلديهما، والحرص على تعزيزها في المجالات كافة. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الملك سلمان والسيسي «عرضا أوجه التعاون، وبحثا في تطورات المنطقة والعالم». وتشهد الرياض نشاطاً مكثفاً اليوم وغداً، إذ يجري الملك سلمان محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصل إلى الرياض أمس بعد أدائه مناسك العمرة في مكةالمكرمة، وزار المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة. وسيلتقي خادم الحرمين غداً رئيس وزراء باكستان نواز شريف، ويبحث معه في الأوضاع الإقليمية، ومكافحة الإرهاب. كما سيصل إلى الرياض هذا الأسبوع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. في القاهرة، قال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن المحادثات بين خادم الحرمين والسيسي تناولت «الأوضاع في اليمن وضرورة تداركها، تلافياً لآثارها السلبية في أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر». وأضاف في بيان، أن الرئيس المصري أعرب خلال المحادثات عن «تأييد بلاده المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية لليمن ووحدة شعبه، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لعدم السماح بالمس بأمن البحر الأحمر، أو تهديد حركة الملاحة الدولية». وعن الأزمة في سورية، قال الناطق إن «السيسي شدد على أن اهتمام مصر يركّز على الحفاظ على الدولة السورية ذاتها وحماية مؤسساتها من الانهيار»، مؤكداً «أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة الأراضي السورية، ويحول دون امتداد العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري». وتابع: «السيسي أوضح أن جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا لا تتعارض مع دعم مصر جهود المبعوث الأممي لإيجاد حل للأزمة من طريق الحوار، كما شدد على ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للميليشيات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا، وأهمية دعم المؤسسات الرسمية الليبية، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، إضافة إلى مساندة الحل السياسي، وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي». وأشار إلى أن لقاء القمة «شهد تأكيداً لأهمية مجابهة محاولات التدخل في الدول العربية أياً تكن مصادرها، وتفويت الفرصة على من يحاولون بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء، وذلك حفاظاً على النظام العربي الذي نهدف إلى ترميمه وتقويته في مواجهة محاولات اختراقه وإضعافه، إذ أعرب الزعيمان عن تطابق مواقف البلدين إزاء سبل مواجهة التحديات في منطقة الشرق الأوسط، والذي يعد ركيزة أساسية للتضامن العربي». على صعيد آخر، وفي سياق القمة السعودية - التركية المرتقبة اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مطار أنقرة قبل مغادرته إلى جدة أن العلاقات مع السعودية «استراتيجية». وأضاف أن «أوضاع مصر واليمن وليبيا وسورية ستكون في صلب محادثاته مع خادم الحرمين الشريفين». وبمغادرة السيسي، بعد مأدبة غداء أقامها له الملك سلمان بن عبدالعزيز، تبين أن ما تردد سابقاً عن لقاء محتمل يجمعه وأردوغان كان محض تكهنات.