يفتتح في مدينة عنجر شرق لبنان الصيف المقبل متحف للحضارة الأموية، في اطار مشروع «طريق الأمويين» الدولي الذي يشمل سبع دول عربية وأوروبية. ويتولى تمويل المشروع برنامج «التعاون عبر الحدود» الذي وضعته «الآلية الأوروبية للجوار والشراكة» التابعة للاتحاد الأوروبي، وتبلغ موازنته أكثر من أربعة ملايين يورو، يساهم الاتحاد الأوروبي بتسعين في المئة منها، وفق ما كشفت مسؤولة في جمعية أهلية لبنانية مشاركة في المشروع لوكالة فرانس برس. وأوضحت ريما أبو بكر، مديرة المشروع لدى «مؤسسة الصفدي»، إحدى الجهات الشريكة، أن المشروع الذي وصفته بأنه «استراتيجي، يرمي إلى بناء مسارات ثقافية عابرة للحدود، تجمع الآثار الأموية في سبع دول هي إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وتونس ومصر والأردن ولبنان». وقالت إن «طريق الأمويين» «يساهم في تحسين التماسك الإقليمي في البحر الأبيض المتوسط من خلال الإعداد لخط سير ورحلة سياحية وثقافية تساهم في تصحيح هذا النقص وتعزيز التراث الأموي الغني لمصلحة السياحة الثقافية». وأشارت إلى أن خط السير السياحي ل «طريق الأمويين» يغطي التمدد الأصلي للإمبراطورية الأموية من المحيط الأطلسي إلى الشرق الأوسط. أما في لبنان، فتدخل في إطار هذا الخط مدن عدة، منها بيروت وجبيل وطرابلس وصيدا وصور وعنجر بقلعتها وآثارها الأموية، وبعلبك بمسجدها الأموي. وتتولى «مؤسسة تراث الأندلس» في إسبانيا تنسيق البرنامج حتى انتهاء المشروع في أواخر عام 2015. وتتألف الشراكة من 14 مؤسسة ذات صلة في مجال السياحة والثقافة، من الدول السبع المعنية، بينها من لبنان «مؤسسة الصفدي» ومعهد التخطيط الحضري في الجامعة اللبنانية الأميركية وبلدية مدينة جبيل. ويتوّج المشروع بإنشاء متحف للحضارة الأموية في منطقة عنجر اللبنانية التي تضم قلعة اثرية تعود الى الحقبة الأموية. وشرحت ريما ابو بكر ان المتحف الذي سيفتتح الصيف المقبل «سيضم معلومات وصوراً ومراجع لمسار العهد الأموي». وتشمل النشاطات الرئيسة الأخرى التي يلحظها المشروع تنظيم نشاطات منسقة في الدول السبع المذكورة. وتحدثت في هذا الصدد «عن إعداد برامج سياحية هادفة وتسويقها، وإجراء تدريب سياحي مشترك للمعنيين في قطاع السياحة، كمنظمي الرحلات السياحية، والأدلاء السياحيين، وصنّاع السياسات السياحية، وسواهم، إضافة الى إصدار دليل سياحي مشترك، ومنشورات وإشارات سياحية، وإنتاج فيلم وثائقي». وكان لبنان، كجزء من بلاد الشام، تحت سيطرة الدولة الأموية التي اسسها معاوية بن ابي سفيان في منتصف القرن السابع للميلاد وبلغت ذروة اتساعها في عهد هشام بن عبد الملك، قبل ان تتقوّض في منتصف القرن الثامن وتقوم على انقاضها الدولة العباسية.