نقلت صحيفة «معاريف» العبرية أمس عن مسؤولين سياسيين أن إسرائيل تعتزم تبليغ روسيا رسمياً موافقة مشروطة على المشاركة في «مؤتمر موسكو للسلام» الذي تقرّر عقده مع انتهاء أعمال مؤتمر أنابوليس أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 لمواصلة مناقشة القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، لكن تم إرجاؤه مرات عدة بسبب مماطلة وشروط وضعتها الحكومة الإسرائيلية السابقة. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان الروسي الأصل معني بعلاقات طيبة مع بلده الأم، رغم إعلانه عند تسلم منصبه مطلع الشهر الجاري أن الحكومة الجديدة ليست ملزمة مبادئ أنابوليس. وكان ليبرمان قال قبل نحو شهر في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية «انترفاكس» إنه يؤيد عقد مؤتمر سلام في موسكو، وانه معني بتوثيق العلاقات بين إسرائيل وروسيا. وبحسب الصحيفة، فإن ليبرمان سيبلغ نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف خلال لقائهما في تل أبيب بعد غد الجمعة موافقة إسرائيل على المشاركة في «مؤتمر موسكو» المخطط عقده في النصف الثاني من العام الجاري. وأضافت أن المسؤول الروسي الذي يزور تل أبيب ليكرر دعوة إسرائيل للمؤتمر في موسكو أملاً بتلقي رد رسمي ونهائي، سيلتقي غداً في تل أبيب للغرض ذاته المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل الذي يصل إلى إسرائيل في أول زيارة له منذ تشكيل الحكومة الجديدة. وفي وقت امتنع ليبرمان عن التعقيب على الخبر، نقلت الإذاعة العامة عن أوساط قريبة منه قولها إن مشاركة إسرائيل في المؤتمر «ليست مضمونة وهي منوطة بأهداف المؤتمر والجهات المشاركة فيه». وأضافت أن إسرائيل تصر على عدم فرض أي حلول سياسية عليها في إطار مؤتمر موسكو، وأن وزير الخارجية يعارض أن يشكل المؤتمر استمراراً لمؤتمر أنابوليس. وأشارت «معاريف» إلى أن التداول في عقد مؤتمر موسكو الذي أمل المشاركون في أنابوليس انعقاده في ربيع العام الماضي، يتواصل منذ أكثر من عام كررت خلاله روسيا الدعوة إلى إسرائيل للمشاركة، إلا أن الأخيرة أرجأت قرارها المرة تلو الأخرى. وخلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإسرائيل الشهر الماضي، طالب رئيس الحكومة المكلف في حينه بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني بتلقي رد نهائي فور تشكيل الحكومة الجديدة في شأن الموقف الإسرائيلي من مؤتمر موسكو. وبحسب جهات سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، فإن إسرائيل لم تقل «لا» لروسيا وأن النقاش بين البلدين ليس حول «هل سنشارك إنما كيف سيكون شكل المؤتمر». وتابعت أن إسرائيل أكدت في كل اللقاءات مع المسؤولين الروس أنها تريد أن تتجنب إحراجها في المؤتمر المزمع «وأن نجد أنفسنا في فخ... أو أن تفرض علينا قرارات أو جدول أعمال لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين». وتابعت أن إسرائيل أكدت خلال اللقاءات التي تمت بين المسؤولين الروس والإسرائيليين خلال العام الماضي وجوب توافر عدد من الشروط لمشاركتها في «مؤتمر موسكو»، في مقدمها عدم مشاركة ممثلين عن «حماس» في المؤتمر «وهو شرط وافق عليه الروس»، والثاني أن لا تتحول المفاوضات سواء بين إسرائيل والفلسطينيين أو بينها وبين سورية خلال المؤتمر إلى متعددة الأطراف، «وإسرائيل ليست مستعدة أبداً لمفاوضات مع الفلسطينيين من خلال مؤتمر دولي، إنما يجب أن تبقى هذه المفاوضات مباشرة». إلى ذلك، أضافت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي أعطت موافقتها على المشاركة في المؤتمر، شرطاً ثالثاً طلبته إسرائيل وهو أن تشارك الدول العربية المعتدلة في المؤتمر، «لمنح الشرعية العربية لعملية السلام». وتابعت الجهات السياسية أن انعقاد المؤتمر سيمنح روسيا موطئ قدم سياسياً جدياً في عملية السلام في الشرق الأوسط، و «روسيا لاعب مركزي في المنطقة، وعقد مؤتمر كهذا هو من كل النواحي لفتة طيبة من جانبنا للروس، واستمرار للحوار الايجابي جداً بيننا وبينها». في غضون ذلك، عقد المطبخ الأمني المصغر المتشكل من رئيس الحكومة نتانياهو ووزير خارجيته ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك اجتماعاً تشاورياً عشية وصول ميتشل إلى تل أبيب. ووصفت أوساط في مكتب نتانياهو زيارة المبعوث الأميركي الخاص ب «المهمة جداً»، وأنها تستوجب استعداداً جيداً لها، مشيرة إلى تأكيد الخارجية الأميركية أن زيارة ميتشل تهدف إلى دفع حل الدولتين وتحقيق السلام، فضلاً عن تصريحات الرئيس الأميركي باراك اوباما في تركيا الأسبوع الماضي عن التزام إدارته مبدأ الدولتين، فيما الحكومة الإسرائيلية الحالية ترفض التزام هذا المبدأ كما جاء في مقررات أنابوليس.