كثفت أجهزة الأمن التركية حملات الاعتقال في قضية تشكيل خلية للتنصت على هواتف مسؤولين، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس السابق للاستخبارات هاكان فيدان ووزراء ورجال أعمال وعسكريين، بعد يومين على إصدار مذكرة توقيف في حق الداعية المعارض فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة والصحافي المؤيد له إمرت أوصلو الذي فر إلى الولاياتالمتحدة أيضاً قبل أشهر. في غضون ذلك، مثلت ملكة الجمال السابقة عام 2006 مروة بويوكسراتش أمام محكمة في إسطنبول تنظر في اتهامها بإهانة أردوغان عبر نشر قصيدة تسخر منه على حسابها على موقع «إنستغرام». وهي دفعت بأنها لم تكن تنوي إهانة الرئيس، علماً أنها تواجه عقوبة السجن 4 سنوات ونصف السنة في حال إدانتها. وشملت الاعتقالات 54 مسؤولاً سابقاً في أجهزة الاتصالات الحكومية في 20 محافظة، أفرج عن 14 منهم بعد استجوابهم، فيما أوقف الباقون على ذمة التحقيق في انتظار إحالتهم على المحكمة بتهمة تجاوز الصلاحيات والتجسس على شخصيات عامة بلا إذن. تزامن ذلك مع تعيين المفتش العام وداد علي تيكطاش رئيساً لهيئة التفتيش القضائي، بعدما كان أصدر نفسه قرار تغيير جميع المحققين الذين عملوا على قضية الفساد المالي للحكومة السابقة، واتهمهم بتلفيق الاتهامات والانتماء الى تنظيم سري بزعامة الداعية غولن. في المقابل، يسعى بعض مديري الأمن السابقين الموقوفين على ذمة قضايا التجسس، إلى خوض الانتخابات عبر حزب الحركة القومية باعتباره الأقرب الى هويتهم المحافظة. لكن الحزب يبدو متردداً في قبول طلباتهم أو التعامل معهم، بسبب اتهام الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أي جهة تدافع عن جماعة غولن أو تقف إلى جانبها بدعم «الانقلاب» ضد السلطة، ما قد يؤدي إلى ملاحقات وتوقيفات. وكانت جماعة غولن نفت ما نشرته وسائل إعلام موالية للحكومة الأسبوع الماضي، عن وجود سيناريو لاغتيال سمية، ابنة الرئيس أردوغان. وتحول هذا الاتهام الذي فتحت النيابة العامة تحقيقاً في شأنه، مادة للسجال أحياناً والتندر أحياناً أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي إثر كشف تفاصيل متناقضة للرواية التي نشرتها 3 صحف موالية في اليوم ذات، مع توضيح أن مصدر الخبر هو تسريب لحوار تتبعته أجهزة الأمن على موقع «تويتر» بين الصحافي إمرت أوصلو، المحسوب على غولن، وأوموط أوران النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض. وأفادت صحف المعارضة بأن «صور المحادثة الخطية التي نشرتها الصحف الموالية احتوت أخطاءً إملائية باللغة الإنكليزية تشير إلى تلفيق الأدلة والرواية لاستخدامها خلال الحملة الانتخابية وتزييف تهم جديدة ضد الداعية غولن وجماعته، واتهامهم بتخطيط عملية قتل والشروع في تنفيذها». كما سخرت المعارضة من جملة منسوبة للصحافي أوصلو يقول فيها: «رتبنا عملية قتل سمية أردوغان كي ينشغل بها عن الانتخابات، ويجب أن يستغل حزبكم الموقف ويفوز بالانتخابات كي نطيح حكومة أردوغان. رجاء لا تفشلوا في هذه المهمة. لا نريد إحراجاً مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل اللتين وعدناهما بالتخلص منه». واعتبرت المعارضة أن صوغ هذه الجملة «يعكس بوضوح العقلية التي يفكر بها حزب العدالة والتنمية الحاكم والإعلام الموالي له، وتكشف زيف هذه الأدلة».