التجاوب الرائع والسريع الذي بدأنا نلمسه من قيادتنا الرياضية في ما يخص المقترحات التي تطرح من الكتاب والمتخصصين في المجال الرياضي، أدّت لكثير من الإيجابيات التي بدأنا نلمسها خلال الفترة الأخيرة. ولذلك، فمن الحق ومن الواجب أن أشيد بأصحاب القرار، الذين ضربوا مثالاً يحتذى به في التفاعل والتجاوب مع ما يتم طرحه من آراء في الساحة الرياضية السعودية. قبل أكثر من سنتين، أثرت في بعض مقالاتي (ومن المؤكّد أن غيري قد فعل أيضاً) موضوع تعيين خبير أجنبي لرئاسة لجنة التحكيم، واعتماد تعيين حكام أجانب للقاءات الحساسة. إذ أدّعيت أن هذين العنصرين، سيشكلان السبب الرئيسي لنجاح التحكيم في الفترة المقبلة، بل وللمساعدة على تخفيف انتقادات مسؤولي الأندية والمشكلات والمهاترات التي تثار على الصفحات والقنوات الرياضية بسبب الأخطاء والكوارث التحكيمية. وحدث فعلاً الاستعانة بخبير أجنبي للتحكيم، ولكنّه كان أشبه بالمحاضر بلا أي صلاحيات، وأحسب أن دوره اندثر مع الزمن. ولا أدري إن كان موجوداً لا يزال، أو أنّه ذهب مع الريح. ولكن كل ما أذكره، أنّه كان يشتكي حتّى من الحضور غير المنتظم من قبل الحكّام لمحاضراته. وفي جهة أخرى، ناديت أيضاً المسؤولين ليلتفتوا لأمر مهم جداً في ما يخص معرفة اللاعب السعودي عموماً والمحترف منهم على وجه الخصوص، بمبادئ الرياضة، ومبادئ الاحتراف، (هذا على اعتبار أن اللاعب المحترف، يجيد القراءة والكتابة باللغة العربية على أقل تقدير). وذلك بأن يتم إلزام كل محترف، بالانضمام لأكاديمية رياضية، تعطيه دورة لمدة 4 أو 6 أسابيع، تعلمه أسس التعامل مع الآخرين وتدخل في عقله أموراً كثيرة نراها ناقصة فيهم بسبب تصرفات كثير من لاعبينا داخل وخارج البساط الأخضر. بل وتعلّمهم كيفيّة قراءة عقودهم الاحترافيّة ليعرفوا مضامينها، وما لهم وما عليهم، بدلاً من الاعتماد على النوايا الحسنة، أو حتّى على وسطائهم ووكلائهم.فقد رأينا كيف أن بعض اللاعبين المحترفين يجهل كثيراً كيفية التعامل مع الحكام، ويحصل على البطاقات الملونة لأسباب واهية وتافهة، تتسبب في كثير من الأحيان بالضرر الكبير على فرقهم وعلى منتخبات بلادهم في كثير من الأحيان، ناهيك عن الشد العصبي الذي يتسبب فيه هو لبقية زملائه بل ولجماهير اللقاءات التي يشارك فيها. ورأينا كيف يهبط المستوى المعرفي والأدبي والمهني لدى بعض اللاعبين عندما يقومون مثلاً بالتذمر والتهجم على مدربي فرقهم لمجرد أن يتجرأ المدرب بتغييره خلال اللقاء بلاعب آخر! وكأن أحدهم لاعب نزل من السماء لا يسري عليه من الأمور الفنية ما يسري على غيره من اللاعبين! وأقل ما قد يفعله هؤلاء الجهلة من اللاعبين، قيامهم بركل قوارير الماء وهم يهمون بالخروج من البساط الأخضر، ويتجاهلون أحياناً يد المدرب وبقية إداريي الفريق الممدودة لهم لتحيتهم لأدائهم خلال اللقاء، بل وفي كثير من الأحيان لا يجلسون حتّى مع زملائهم في مقاعد الاحتياط، بل يتوجهون لغرف الملابس محتقرين بذلك الروح الجماعية للفريق والأخلاق والمبادئ الرياضية التي أول ما نعرف منها هو التواضع والاحترام. ليت أمثال هؤلاء يتعلّمون أصول وآداب التعامل من النجوم العالميين، قبل أن يتعلّموا منهم طريقة لبسهم وتسريحات شعرهم بل ورقصات فرحهم عند إحراز الأهداف.أتمنى من كل قلبي صدور قرار بتكوين هذه الأكاديمية، وصدور قرار يمنع توقيع أي عقد احتراف لأي لاعب، قبل اجتيازه لهذه الدورة، وبنجاح! ففي هذه الفكرة، سنضرب عشرات العصافير، بحجر واحد. [email protected]