أقدم مواطن في العقد الخامس، أول من أمس، على إنهاء حياته شنقاً في ملحق منزله، في محافظة القطيف. ويرجح ان يكون الدافع وراء الانتحار معاناته من أمراض نفسية، عانى منها طوال عقدين، وتزايدت خلال الفترة الأخيرة. فيما كادت تلقى امرأة في العقد الخامس أيضاً، المصير ذاته، حين سكبت على نفسها مادة سريعة الاشتعال، بيد أنه تم نقلها إلى المستشفى، بعد إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة، ولا زالت تتلقى العلاج، وكانت تعاني هي الأخرى من أمراض نفسية. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني، ان «شرطة القطيف تلقت بلاغاً، عن انتحار شخص داخل ملحق منزله. وتبين بعد توجه فرق من الدوريات الأمنية إلى الموقع، أن المواطن قام بالانتحار من طريق شنق نفسه بحبل، وانه يعاني من أمراض نفسية»، منوهاً إلى أنه تم «نقل المتوفى إلى المستشفى، إذ كان حينها لا يزال فيه رمق. بيد انه توفي قبل وصوله إليه». وأضاف القحطاني انه تم «رفع البصمات والصور من الموقع من جانب الأدلة الجنائية، فيما لم يتم العثور على أي أداة للجريمة، ما يشير إلى عدم وجود شبهة جنائية. وباشر الطب الشرعي في الكشف على الجثة، ونقلها إلى ثلاجة الموتى في مستشفى عنك، وذلك لإجراء الفحوصات الطبية الشرعية عليها. فيما تتواصل التحقيقات لكشف المزيد عن ملابسات الحادثة». وذكرت مصادر قريبة من المتوفى، أنه كان يعاني من مشكلات نفسية منذ 20 عاماً، وأحيل إلى التقاعد المبكر، نتيجة لهذه الأمراض. وكان يتلقى العلاج في أكثر من مستشفى متخصص، إلا أن حاله ازدادت سوءاً في الآونة الأخيرة. وفي الأحساء، أقدمت مريضة نفسية في العقد الخامس، على محاولة الانتحار، إذ دخلت إلى دورة المياه وأقفلتها عليها، وسكبت على نفسها مادة «الكيروسين»، وأضرمت النار في جسمها، وتعالى صوت صراخها فهرع أبناؤها إلى دورة المياه، وقاموا بكسر الباب وإخراجها، ونقلوها إلى المستشفى، لتتبين إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة. وذكر القحطاني، أن نسبة المنتحرين من النساء والرجال «قليلة جداً». وقال: «إن أغلب حالات الانتحار نتيجة لضعف الوازع الديني، أو لظروف اقتصادية واجتماعية، إضافة إلى الأمراض النفسية. ولا نستطيع إغفال تعاطي المخدرات»، مبيناً أن «أغلب حالات الانتحار تكون من سن العشرين وما فوق، ولا تحصر حالات الانتحار بين المواطنين فقط، فهناك العاملات المنزليات والعمالة الوافدة، وغالباً ما يكون سببها مشكلات في بلادهم الأم، والبعض الآخر لا يستطيع تحمل الغربة والأوضاع الجديدة. فيما يترك بعض المنتحرين رسائل تفيد بالأسباب التي دفعتهم إلى ذلك».