أكّد مراقبون أن الأحداث الجارية في اليمن أعطت دلالة واضحة على أهمية حماية الحدود السعودية مع بعض دول الجوار، خصوصاً التي تعاني من اضطرابات وأزمات داخلية مع بعض الأطراف التابعة لها. وكانت الأحداث الجارية في اليمن، خير برهان على أهمية بناء السياج الأمني، الذي يجري العمل عليه، مشيرين إلى أن الجيش السعودي استطاع من خلال معركته مع المتمردين، الذين حاولوا التسلل داخل الأراضي السعودية، السيطرة على زمام المعارك، وإنزال الهزيمة بحق هؤلاء الخارجين على النظام في اليمن، والمعتدين على حدود الوطن، مشددين على ضرورة الاستمرار في ردع هذه العصابة المتمردة. من جهته، عبّر عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة عن تقديره للقوات المسلحة، وما حققته من قدرة على وضع حد حاسم وغير قابل للنقاش وشجاعة عبر المعارك الدائرة في الجنوب، والمحفوف كذلك بموقف شعبي منقطع النظير على ما بذل من قدرات وتحكم في أرض المعركة. وأضاف أن المتمردين الحوثيين اصطدموا بصخرة وضعت حداً لتمردهم، ومحاولة دخولهم الحدود السعودية، واستطاع الجيش السعودي أن يسيطر ويحقق النصر، معتبراً أن هذا الحدث وتداعياته منذ البداية هو نتيجة مؤامرة لجهات ذات صلة ومصلحة مباشرة بزعزعة الأمن في السعودية، والعالم يدرك ذلك. وقال إن المملكة واليمن منذ معاهدة الطائف عام 1934، والتي أنهت الصراع في الجنوب على الحدود بين البلدين، وأرست أواصر الصداقة والأخوة مع اليمن وما لحقتها من اتفاقات ومعاهدات حاولت هذه القوى المتمردة أن تغيّر مسارها، لكنها وقعت في شرك ما أقدمت عليه من فداحة في العقل والتدبير والتعدي على الحدود، وقتل الأبرياء والاعتداء على رجال الأمن. ولم يخف آل زلفة مخاوفه من طبيعة المرحلة المقبلة بالنسبة للحدود مع اليمن، أو بعض دول الجوار مثل العراق، إذ شدد على ضرورة تأمين الحدود بالطريقة، التي تردع كل من يحاول التعدي عليها. من جهة ثانية، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز وحيد حمزة، أن أحداث الجنوب في السعودية كشفت لنا وللمنطقة، الكثير من الحقائق التي تجلت، كالعلاقة بين إيران والقاعدة، ومحاولة توظيف هذه الأقليات لمصلحة مخططاتها في المنطقة. ووصف المواجهات على الشريط الحدودي ب«حرب عصابات»، بحسب التصنيف العسكري والاستراتيجي، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب يعد من أصعب الأساليب القتالية، التي تواجهها أية قوة ردع في العالم، «غير أن القوات السعودية استطاعت أن تلقن العدو درساً صعباً في مواجهة تلك العصابات، وذلك بعمليات تطويق المنطقة والمواجهات الجوية والأرضية». وتابع: «تطور الأمر إلى ضربات استباقية وإجهاضية لمنع أية محاولات تسلل»، ملمحاً إلى أن كل من انتقد المملكة في ما يتعلق ببنائها للسياج الأمني الحدودي الذي يمنع التسلل مع اليمن، أدرك بما لا يدع مجالاً للشك أهمية ذلك القرار الاستراتيجي. بدوره، أكد المستشار في وزارة الداخلية الدكتور سعود المصيبيح، أهمية الإنجاز الذي تحقق على أيدي القوات السعودية، وقال إن المملكة بلد مستهدف، نظراً لموقعها الروحي والحضاري والديني والاقتصادي. وأضاف: «لذلك نرى من يحاول التشويش على هذه المقدرات»، مشيراً إلى أن ما آلت إليه المعركة من نصر واضح للقوات السعودية هو مكمل حقيقي للمنظومة الأمنية، التي حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على إرساء ثوابتها وتحقيقها في كل المواجهات. واعتبر ما حدث جراء التحالف العقيم بين أفراد من تنظيم القاعدة، والمسلحين المتسللين في جنوب المملكة لم يحقق لهم سوى الخسارة، والاختباء داخل الكهوف والجبال، وأن القوات السعودية استطاعت من خلال هذه المواجهة أن تحقق أمرين، الأول هو ردع واضح وحقيقي لكل من يحاول النيل من مقدرات وطننا، والثاني أن التنظيم مهما بلغت به الخطط والتحالفات الشيطانية، سيلقى المصير نفسه في كل مواجهة.