الزيارة الأخيرة للرئيس التركي عبدالله غول الى العراق، وما سبقها من زيارات لمسؤولين عرب وأجانب وما سيعقبها من زيارات الى بلاد ما بين النهرين هي في واقع الأمر ثمرة جهود وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. ففي الأمس القريب عندما تولى هذا الرجل وزارة الخارجية في عهد بريمر حامت نظرة الشكوك من جيران العراق العرب حول أصوله الكردية، فيما كانت الدول الأجنبية تنظر اليه كمعبر عن سياسة الاحتلال الأميركي للعراق، فوجد الرجل نفسه بين مطرقة الرفض العربي وسندان المقاطعة العالمية للعراق المحتل، معادلة صعبة تجعل النجاح رقماً صعباً من العسير تحقيقه، إلا أن إصرار هذا الرجل الذي عارك الجبال في اختياراته السياسية كان أقوى من هذا الوضع الصعب، فعمل على إخراج العراق من هذه المعادلة الجائرة واستطاع ان يبني علاقات شخصية ومن ثم سياسية مع رؤساء الديبلوماسية في الدول العربية والأجنبية. لقد بدأ العراق الجديد يحصد ثمار النجاح الذي زرعته الديبلوماسية العراقية. ان الدرس الذي أعطاه زيباري هو ان الإخلاص للوطن يجب ان يكون معززاً بقدرة كفية وقادرة على ان تحقق افضل النتائج في ظل اصعب الظروف، وأن الولاء للوطن يبقى هو الدرع الحصين الذي يجب ان يتذكره الديبلوماسي عندما يضيق الخناق على مسعاه للدفاع عن مصالح الوطن، فلا يجب ان يعتريك اليأس والإحباط من الفشل وانما عليك ان تتحلى بالروح الوطنية لتفكر بطريقة إبداعية سريعة لتغيير تكتيكاتك الديبلوماسية والسياسية لتتجاوز الفشل وتحقق انتصارات.