أكدت مصادر فرنسية مطلعة ان اللقاء بين الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والسوري بشار الأسد «كان مجدياً جداً نتيجة العلاقة الشخصية الجيدة بينهما». وقالت إن ساركوزي أعاد التذكير بأنه كان وراء تحسين العلاقة مع دمشق، وأن «الأسد حيا الاستمرارية التي تتسم بها الديبلوماسية الفرنسية». وذكرت المصادر أن الرئيسين «أشادا بنتائج الجهود التي قامت بها كل من سورية والسعودية، لإخراج لبنان من أزمته، وأن على حكومة سعد الحريري أن تبدأ العمل الآن، وان هناك إصلاحات ينبغي تحقيقها». وأشارت إلى أن الأسد «أكد أن مصلحة سورية في أن يكون لبنان مستقراً ويدير شؤونه في شكل جيد». ونقلت عن الرئيس السوري قوله ان اللقاء الذي جمعه ونظيره اللبناني ميشال سليمان أول من أمس كان جيداً وأظهر خصوصية العلاقات اللبنانية - السورية. وتابعت أن ساركوزي والأسد «أعربا عن ارتياحهما لاستئناف علاقات جيدة مع السعودية... وتبديد الكثير من نقاط سوء التفاهم، بما يسمح للبلدين بالعمل معاً». وبالنسبة إلى إيران، أفادت المصادر أن كلا الجانبين أعاد تكرار موقفه من الموضوع الإيراني، فدعا الأسد إلى الإصغاء إلى الاقتراحات الإيرانية وعدم رفضها جملة، فيما رأى ساركوزي أنه ليس هناك ما يمكن ترقبه من المواقف الإيرانية، وحذر من أن عدم التوصل إلى نتائج قد يؤدي إلى وضع مضطرب، خصوصاً أن الخيار العسكري الإسرائيلي يبدو محتملاً. ولفتت إلى أن ساركوزي «لمس ذلك» خلال المحادثات التي أجراها الثلثاء الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وانه يعتبر أن التشدد حيال إيران يتيح تفادي التدهور الذي ستكون نتائجه أكبر على المنطقة مما على فرنسا. أما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فذكرت المصادر أن «ساركوزي قال إن حركة حماس لم تتعامل كما ينبغي مع ورقة المصالحة المصرية، ما يضعف الطرف الفلسطيني، وأكد أن وحدتهم (الفلسطينيين) ضرورية، وان كل ما يقسم صفوفهم يضعف قضيتهم». وفي المقابل، دافع الأسد عن «حماس»، مؤكداً أن شرعيتها تنبع من الانتخابات وأنها تلتزم الهدنة منذ شهور، كما لم يصدر عن مسؤوليها تصريحات تدعو إلى تدمير إسرائيل «وهذا ما ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار»، فأعاد ساركوزي التذكير بشروط اللجنة الرباعية الدولية، كي يكون التعامل مع «حماس» ممكناً. وعبّر الأسد، بحسب المصادر، عن «استعداده للتفاوض مع إسرائيل استناداً إلى المبادئ الأساسية واستعادة الجولان، بحيث تكون نتيجة المفاضات ليست استعادة الجولان بل السلام، وان الجولان هو السبيل المؤدي إلى السلام... الرئيس السوري أكد أن الجولان أرض سورية وينبغي أن تعود إلى سورية». ونقلت المصادر عن ساركوزي قوله انه مستعد لدعم الأتراك إذا أرادوا إعادة إطلاق المفاوضات السورية - الإسرائيلية، وان باريس مستعدة للمساهمة في ذلك إذا تبين ان هذه المساهمة مفيدة. وأبدى الأسد الذي التقى رجال أعمال فرنسيين رغبته في إظهار أن سورية بلد آمن للاستثمارات، على رغم أن هناك بعض المشاكل العالقة مع شركات فرنسية مثل «اريفا» و «الستوم» و «رينو» للشاحنات، شددت المصادر على وجوب حلها. ونقلت المصادر عن الأسد قوله انه مستعد لمواصلة التعاون الإداري الذي كان بدأ قبل سنوات، كما نقلت عن ساركوزي قوله ان «سياسة الانفتاح والتحديث تستدعي قدراً من الحريات العامة».