قال رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي كارلو تافيكيو إن مؤسسته ستحاول مساعدة نادي بارما الذي تعصف به أزمة مالية حادة ليجري عملية "إفلاس منظمة" تحفظ له ماء الوجه عبر عدم دفعه إلى الهبوط إلى الدرجة الرابعة. ويهدد الإفلاس النادي الإيطالي العريق الذي تغيرت ملكيته مرتين في غضون شهرين ولم يدفع رواتب موظفيه منذ تموز (يوليو) الماضي ولا رواتب لاعبيه منذ تشرين الثاني (نوفمبر) ولا الضرائب المتوجبة عليه منذ شباط (فبراير) 2014. وإذا ما أشهر النادي إفلاسه، وهو أمر أصبح مرجحاً يوماً بعد يوماً، فسيتم اعتبار جميع مبارياته المتبقية في الدوري خاسرة بنتيجة 3 - 0. وهو إجراء سيضرّ بفريق روما الذي تعادل معه من دون أهداف على عكس الفرق الأخرى التي لم تلعب ضده بينها يوفنتوس المتصدر ونابولي الثالث. وفي محاولة لمنع تطوّر الأزمة، طلب تافيكيو من بارما تقديم دفاتر حساباته إلى الاتحاد كي يتم تنفيذ عملية "إفلاس منظّمة" يهبط بموجبها النادي إلى الدرجة الثانية وتتم تسوية ديونه إلى مؤسسات كرة القدم ويسمح له ببدء الموسم التالي باسم جديد وملكية جديدة. وهذا الإجراء استخدم سابقاً مع تورينو الذي ألغي ترفّعه من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى وتم تشكيل نادي جديد من دون ديون عام 2005 تحت اسم تورينو أف سي. أما البديل عن عملية الإفلاس المنظمة فهي إفلاس عادي يكون على النادي فيه أن يبدأ من أسفل السلّم أي من الدرجة الرابعة وهي درجة الهواة. وقال رئيس الاتحاد الإيطالي للصحافيين خلال مؤتمر في فلورنسا إن "الدوري الممتاز سيفعل كل شيء ليضمن ألاّ تدمّر كرة القدم بفعل هذه الأزمة". وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة "لا غازيتا ديلّو سبورت" أنه "يجب تقييم وضع بارما عبر فهم ما الذي حصل فإذا أراد الفريق اللعب الأحد (ضد أودينيزي) فعليه أن يأتي بدفاتر حساباته إلى المحكمة ليظهر أنها فارغة". وأضاف أنه "سيكون على المحكمة عندها أن تقرر خطوة موقتة لن تكون ممكنة إلاّ إذا كان لدى النادي ما يكفي من الدعم المالي". وتم تأجيل لقاء بارما الأحد مع أودينيزي، ونقلت وكالة "أنسا" الإيطالية عن مصادر خاصة أن السبب يعود إلى عدم قدرة بارما على دفع نفقات تنظيم المباراة. وذكرت الوكالة أيضاً أن حراس الأمن في النادي والمضيفين هددوا بعدم العمل الأحد بسبب عدم دفع رواتبهم وقالت المصادر إن هناك خطراً من انقطاع الكهرباء في الملعب بسبب القيمة الباهظة للفواتير. غير أن تافيكيو قال إن السبب الحقيقي ليس عدم توفّر 40 ألف يورو في حسابات بارما لتنظيم المباراة بل لأن السلطات المحلية قالت إنه يجب أن تجري المباراة في صالة مقفلة وهو ما رفضه اللاعبون الذين لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر. ومن الممكن أن يدفع الاتحاد نفقات بارما لضمان استمراره حتى نهاية الموسم وخصم المبلغ من الدفعات الإنقاذية التي سيحصل عليها النادي بعد تسوية وضعه. وأوضح رئيس الاتحاد أنه "من المشروع ضمان توفير المال لتغطية هذا الإجراء الموقت. وسيحصل النادي على مال الإنقاذ طالما بإمكانه تغطية ديونه الرياضية". واليوم وفي محاولة أخرى لحفظ ماء وجه بارما، وجّه رئيس نادي سامبدوريا ماسيمو فيريرو نداء إلى رؤساء نوادي الدرجة الأولى للمساعدة في إنقاذ النادي. وكتب في رسالة مفتوحة على موقع النادي "تعالوا نفكّر بشيء مثل جمعية دائنين أو شيء مشابه كي يتمكّن بارما من إنهاء موسم 2014/2015 بشكل رياضي وعلى الملعب". ونفّذ مشجعو بارما مسيرة احتجاجية إلى مقر النادي حملوا خلالها لافتة كتب عليها "مقفل بسبب السرقة"، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهت إلى الإدارة السابقة للنادي بالتستّر على العجز للاستمرار في الحصول على قروض مصرفية وعلى أموال النقل التلفزيوني. وكان الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أعلن في كانون الأول (ديسمبر) حسم نقطة واحدة من رصيد بارما لتأخّره في دفع رواتب لاعبيه. وبذلك أصبح يحتل المركز الأخير في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. واليوم في رصيد بارما، عشر نقاط من 23 مباراة ويتوقع أن يحسم منه خمس نقاط إضافية إذا استمر في تقاعسه عن دفع الرواتب. وكان الاتحاد الأوروبي منع بارما من المشاركة في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) نهاية الموسم الماضي بسبب حاله المادية السيئة، علماً أنه الفريق الذي أحرز ثلاث كؤوس أوروبية في التسعينات (كأس الكؤوس عام 1993، وكأس الاتحاد مرتين عامي 1995 و1999). ولا يزال الرئيس الجديد للنادي جيامبييترو مانينتي، رئيس مجموعة مابي السلوفيني، يؤكد على ثقته بقدرته على إنقاذ النادي ودفع ديونه من بينها الرواتب، غير أنه لا يوجد أي تأكيد على قيامه بتحويل أموال الرواتب والضرائب.