فتحت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية تحقيقاً موسعاً لمعرفة ملابسات ما تعرض له الزميل الإعلامي محمد الثبيتي والذي دخل في غيبوبة تامة منذ خمسة أيام، بعد إجراء جراحة «بسيطة» الثلثاء الماضي، وهي عبارة عن استئصال «خراج» من فخذه، إلا أن ما حدث له لاحقاً كان مفاجئاً للجميع. فيما ألمحت مصادر إلى وجود «خطأ طبي»، أدى إلى تدهور حاله الصحية ودخوله في غيبوبة. وأوضح سلمان شقيق المريض ل»الحياة»، أن شقيقه راجع الاثنين الماضي قسم الطوارئ في مستشفى الدمام المركزي، لوجود «خراج» في فخذه، وبعد فحصه من الطبيب المختص، نصحه بضرورة البقاء في المستشفى لإجراء جراحة «بسيطة» لاستئصال الخراج، وهو ما تم فعلاً، موضحاً أنه بعد خروجه من غرفة العمليات ووضعه في غرفة الإفاقة، كانت جميع المؤشرات تشير إلى أن العملية كانت ناجحة، وبعد مرور لحظات على إفاقته تعرض إلى اختناق شديد وصعوبة في التنفس، أدت إلى استنفار الكادر الطبي، ومحاولة وضع أنبوب أوكسجين عبر الفم، بيد أن الطاقم الطبي لم يتمكن من إدخاله بالطريقة الصحيحة، وهو ما أدى إلى توقف قلب المريض لمدة دقائق، واستدعاء استشاري مختص لوضع الأنبوب بطريقة صحيحة. وفي هذه الأثناء حاول الأطباء إنعاش القلب، بعد توقفه لمدة عشر دقائق، وهو ما نجحوا فيه، وبعد حضور الاستشاري المختص تمكن من وضع الأنبوب بطريقة صحيحة، وأضاف «بعد ذلك بدأ شقيقي في التنفس مرة أخرى». ولفت إلى أنه دخل بعدها في غيبوبة تامة وهي مستمرة لغاية الآن، متسائلاً عن الأسباب التي أدت إلى تدهور حاله الصحية ودخوله في غيبوبة بهذه الطريقة، ورغم تأكيدات الأطباء أن الحالة الصحية لشقيقه مستقرة، إلا أن الغموض والتعتيم على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تدهور حاله الصحية بهذه الطريقة غير معروفة. وهو ما دعاه إلى تقديم شكوى إلى «صحة الشرقية» لفتح تحقيق عاجل ومعرفة الأسباب. من جانبه، أكد المتحدث باسم «صحة الشرقية» خالد العصيمي في تصريح صحافي، أن المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور خالد الشيباني، وجّه بسرعة تشكيل لجنة للتحقيق حول حالة الزميل محمد، والتأكد إن كان تعرض لخطأ طبي، وقال: «إن كان بالفعل قد تم ذلك، فمن المؤكد أن المتسبب سيُحاسب وفق الأنظمة المتبعة، وسيتم توضيح ذلك بكل شفافية»، مشيراً إلى أن الشيباني يتابع بصفة شخصية حالة محمد ويشرف على مراحل علاجه سعياً منه لتحسن الحالة الصحية حتى تماثلها للشفاء. واكتفى الشيباني بالرد عبر تغريدة على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تمنى من خلالها الشفاء لجميع المرضى والزميل محمد، وأشار إلى أن هناك لجنة طبية تتابع حالته الآن. فيما اعتبر مصدر طبي ل»الحياة»، أن جميع الأعضاء الحيوية للزميل محمد «مستقرة»، بيد أن هناك تخوفاً من موت بعض الخلايا الدماغية، وأن ال48 ساعة المقبلة تعتبر حساسة جداً، مؤكداً أن هناك عدداً من أطباء الأعصاب والباطنية والعناية المركزة يباشرون حالته حالياً، وأنه سيتم عمل بعض الفحوص الطبية والأشعة على منطقة المخ، وأن الأمور ستتضح بعد ذلك. وأشارت المصادر إلى أن جميع الإمكانات والتجهيزات لعلاج مثل حالة محمد متوافرة، وأنه لا داعي لنقله إلى مستشفى آخر، إلا إذا كانت هذه رغبة ذويه فإن المستشفى ليس له اعتراض في ذلك لأنه من حقهم. إلا أن عائلة الزميل محمد لا تزال تنتظر التقرير الطبي الخاص بحالته لعرضه على استشاريين وأخصائيين في المستشفيات التخصصية، وطلبت إدارة البرج الطبي منهم مزيداً من الوقت حتى يتم الانتهاء من جميع مراحل العلاج والفحوص ، مؤكدين أن وزارة الصحة طبقت أخيراً برنامج «إحالة» وهو برنامج إلكتروني مرتبط بجميع مستشفيات المملكة مع الوزارة وأنه يتم وضع جميع التقارير الخاصة بأية حالة مرضية. وخلقت حالة الزميل محمد قلقاً في الوسط الإعلامي في المنطقة الشرقية ، إذ أنشأ إعلاميون وسم «هاشتاق» باسم الزميل محمد طالبوا من خلاله بتدخل وزير الصحة وأمير الشرقية، وفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات ما حدث. وبخاصة أن الأخطاء الطبية كثرت أخيراً، في نفس المستشفى. وتساءلوا إن كان دخول مريض لإجراء جراحة «بسيطة» ومصنفة ضمن عمليات اليوم الواحد، يتسبب في حالة غيبوبة تامة.