"كانت أختي تسير وتتحدث، وفجأة تحولت إلى جسم ساكن لا حراك فيه بسبب أخطائهم وإهمالهم".. بهذه العبارات بدأت شقيقة المريضة العنود بنت أحمد آل مداوي (18 عاما) حديثها إلى "الوطن" حول معاناة شقيقتها مع مستشفى عسير المركزي على مدى ست سنوات، موجهة أصابع الاتهام إلى الطاقم الطبي في المستشفى جراء تدهور حالة أختها الصحية. وبدأت تفاصيل قصة مرض العنود، حسب شقيقتها، عندما أصيبت بنقص في الصفائح الدموية تبعه التهاب في الصدر فاستسقاء مفاجئ في الدماغ، وأجريت لها عقب ذلك عملية أنبوب تصريف داخلي، دخلت بعدها في نوبات من التشنج، في حين قرر الطبيب المعالج صرف علاج لها استخدمته لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر ولم تتحسن حالتها نتيجة للتشنجات التي كانت تصيبها بين الفينة والأخرى، وعند إطلاع الأطباء بحالتها أكدوا أنه لا مشكلة في ذلك، على حد قولهم. وقالت شقيقة المريضة: في 1431 تعرضت أختي لصداع شديد ومستمر، وأخبرنا الأطباء بأن لديها خراجا في الدماغ ويتطلب الأمر إزالته، إلا أنه أثناء العملية لم يتم الوصول إلى مكان الخراج، وانتهت العملية دون تحسن ملحوظ في حالة المريضة، ووسط تلك الظروف طلبنا من المستشفى تحويل أختي إلى مستشفى متقدم، إلا أن ذلك الطلب قوبل بالرفض حيث اضطررنا وفي ظل ظروفنا المادية والأسرية الصعبة إلى الموافقة على إجراء عملية ثالثة لسحب الخراج من الدماغ، فكانت المفاجأة بأن فقدت شقيقتي القدرة على النطق والمشي، ودخلت في غيبوبة، في حين أن الطبيب المعالج كان متحفظا على الأسباب التي أدت إلى تدهور حالة أختي وإصابتها بالشلل. وتابعت شقيقة المريضة: بعدما أصيبت أختي بالشلل نتيجة العملية الثالثة وما خلفته من مضاعفات فقد صرف لها علاج جديد للحد من تشنجاتها، إلا أنها تعرضت لقصور حاد في وظائف الكلى وتدهورت حالتها تماما مما ينم على تراكم الأخطاء سواء كانت الجراحية أو العلاجية، في حين أن الطاقم الطبي، ورغم مطالبنا المتكررة لم يصدر تقريرا واقعيا لحالة المريضة، ولم نجد منهم سببا مقنعا حول ما أصيبت به، مما أدى إلى عدم قبول الحالة في مستشفيات متقدمة. وناشدت شقيقة الفتاة المسؤولين في وزارة الصحة وفرعها في منطقة عسير فتح تحقيق عاجل في الأسباب التي أدت إلى تدهور حالة المريضة، وسرعة تحويلها إلى أحد المستشفيات في الرياض لاستكمال علاجها. من جانبه، أكد مدير إدارة المتابعة في الشؤون الصحية في منطقة عسير محمد الجريس أنه تم توجيه مستشفى عسير المركزي بضرورة الإفادة العاجلة بتقرير طبي عن حالة المريضة العنود بنت أحمد مداوي، وعن أسباب عدم تحويلها إلى مدينة الرياض لاستكمال العلاج، وذلك كإجراء أولي للوقوف على حالتها ومدى إمكانية تحويلها من عدمه.