فاجأت سيدة الأعمال الدكتورة لمى السليمان عشرات السيدات الحاضرات في ندوة «تحديات المرأة السعودية في الحملات الانتخابية» التي نظمها مركز سيدات الأعمال في «غرفة الشرقية» بصراحة وجرأة غير معهودتين في مثل هذه المناسبات العامة، وخاطبت المرشحات للانتخابات وقالت: «إن مفاتيح الفوز هي: العصبية القبلية، والنظام القبلي». وأضافت: «لا تعتقدن أننا وصلنا إلى مرحلة من التطور وانتشار الثقافة الانتخابية، فنحن لا نزال لا نؤمن بالرسالة الانتخابية». وتابعت: «نحن مجتمع لا نؤمن بالرسالة الانتخابية، فلا تهدرن الوقت بإعداد البرنامج الانتخابي، وإنما بالتركيز على نقطة وهي وجوب فوز سيدة في الانتخابات»، وأكدت أنها دخلت الانتخابات وفي جعبتها نحو ألف صوت، وحصلت على 550 صوتاً فقط، ورفضت أن تكون الرشاوى والوعود الكاذبة شعاراً للانتخابات. وأشارت في الندوة التي حضرتها مرشحتان، واستمرت ساعتين وسادها الكثير من اللغط، مساء أول من أمس، إلى أخذ الحيطة والحذر من الأساليب السلبية التي تترافق مع الحملات الانتخابية، مطالبة بعدم الانجرار وراء الوعود الوهمية غير القابلة للتنفيذ، ونصحت المرشحات اللائي لا يرين في أنفسهن المقدرة على خوض المعركة الانتخابية بحرفية ومهارة بالانسحاب، وعدم إهدار المال والجهد من دون طائل. ونوهت إلى أن «التدرج والدخول في تكتلات الرجال عاملان رئيسيان للفوز»، ودعت إلى القيام «بحملة توعية في الكليات والجامعات كخطوات أولية»، ودعت إلى «ضرورة الاختلاط وفق الضوابط مع الرجال لمعرفة ما يحدث في كواليس الغرفة، لأن الانخراط مع رجال الأعمال يساعد في تحصيل الأصوات»، محذّرة من تهميش العنصر النسائي. ووجهت نصائح تركزت على أهمية بدء العمل عبر التواصل مع العائلات، ودخول الشركات الأجنبية والحصول على أصواتها، ومخاطبة المنشآت الصغيرة والتوجّه إليها، وقالت: «غرفة جدة تضم 40 ألف منتسب، 80 في المئة منها تعود للمنشآت الصغيرة»، إلا أنها لم تخف أن أحد الأسباب الرئيسية للفوز التي قالت إنها الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها وهي «النظام القبلي، ومحاولة ضم أكبر عدد من أبناء المنطقة التي ينتمي إليها المرشح». من جانبها، علقت المرشحة السابقة في «غرفة الرياض» الدكتورة آمال بدر الدين في الندوة على ثقافة الانتخابات لدى النساء السعوديات، وقالت: «نحن نجهل الثقافة العامة عموماً، والثقافة الانتخابية خصوصاً، ومن المؤسف أننا لا نعرف كيف نقدم أنفسنا بالشكل الصحيح». وأعربت عن استيائها ل«الجهل بالثقافة الانتخابية»، منوهة بتجربتها السابق وقالت: «كان عدد المنتسبات في الغرفة 6 آلاف وعدد سيدات الأعمال الفاعلات 500 سيدة، ولم يتمكن سوى 85 سيدة من التصويت، علماً بأن 150 سيدة حضرن إلى الاقتراع»، مؤكدة ضرورة مساندة الفروع النسائية للمرشحات. ولم تغب عن الندوة مشادات وانتقادات بين النساء، إذ انتقدت سيدة الأعمال فوزية النافع، ما يحصل من تمييز بين المرأة والرجل، وقالت مخاطبة المرشحات «لن تفوزنّ»، وسط اعتراض عدد من النساء الحاضرات. فيما أعربت سيدة الأعمال سامية الإدريسي عن استعداد منتدى سيدات الأعمال في الشرقية لتقديم كل التسهيلات للمرشحات، واعتبار مقر المنتدى مقراً للتجمع وتنفيذ الحملات الانتخابية، وطالبت بضرورة تعيين سيدتين في حال عدم فوز إحدى المرشحات، تقديراً لجهود المرأة في الدورتين الانتخابيتين. وقدمت مديرة مركز سيدات الأعمال هند الزاهد، التي افتتحت الندوة، كلمة غرفة الشرقية، وأشارت خلالها إلى أن الهدف من إقامتها «اتساع رقعة المشاركة النسوية في الحياة الاقتصادية» وشددت على أن العضوية تهدف إلى رفع مستوى الفعل النسوي في الحياة الاقتصادية ورفع مساهمتها في المناشط والفعاليات الاقتصادية كافة. وأكدت أن «عدد المنتسبين للغرفة يبلغ 36 ألفاً، يحق ل21 ألفاً منهم التصويت في العملية الانتخابية».