طهران، لندن، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» – أعلنت مصادر إصلاحية أن محكمة أصدرت حكماً على متظاهر اعتُقل خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران (يونيو) الماضي، بالسجن سبع سنوات مع 74 جلدة، فيما استنكرت طهران تخصيص جامعة أوكسفورد منحة دراسية إحياء لذكرى الفتاة الإيرانية ندا آغا سلطان التي تحولت الى رمز للمعارضة الإصلاحية، بعد مقتلها «المُصوّر» أثناء التظاهرات. وأفاد موقع «موجكامب» الإصلاحي بأن محكمة ثورية أصدرت الحكم على سهيل نويدي يكتا، بتهم بينها تهديد الأمن القومي والتحريض ضد المؤسسة الدينية وتعكير الأمن العام. وأشار الموقع الى أن نويدي يكتا ابن «شهيد حرب» قُتل خلال الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988)، مضيفاً أن لا سجل جنائياً سابقاً له. وهذا أول تقرير يفيد بالحكم بالجلد على محتجز خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية. وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية الى صدور أحكام بالسجن على محتجزين آخرين، وبالإعدام على ثلاثة أشخاص. في غضون ذلك، أكدت جامعة أوكسفورد تسلمها رسالة من السفارة الإيرانية في لندن، أفادت قناة «برس تي في» الإيرانية بأنها اعتبرت المنحة الدراسية «خطوة ذات دوافع سياسية». وأوردت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن طهران اتهمت الجامعة في الرسالة، بالانضمام الى حملة «ذات دوافع سياسية ستسيء الى مصداقيتكم العلمية»، محمّلة «أعداء» النظام الإسلامي مسؤولية مقتل سلطان. واعتبرت السفارة أن المنحة «ستضع أوكسفورد في خلاف مع بقية المؤسسات الأكاديمية في العالم». والمنحة البالغة قيمتها نحو 4 آلاف جنيه إسترليني (6600 دولار) والتي تبرع بها «مُحسنان» مجهولي الهوية، مفتوحة أمام كل طلاب قسم الفلسفة لمدة سنتين، مع أولوية لمن هم من أصل إيراني. وردت الجامعة على رسالة السفارة الإيرانية، مؤكدة أن المنحة مخصصة لكلية كوينز التابعة لجامعة أوكسفورد. وقال عميد الكلية بول مادن إن المنحة ستساعد إيرانيين فقراء على متابعة دروسهم في أوكسفورد، فيما أوردت «ذي تايمز» أن الكلية سمّت الطالبة الإيرانية أريانا شاهفيسي التي تدرس الفلسفة والفيزياء، بوصفها المستفيد الأول من المنحة. في السياق ذاته، تظاهرت إيرانيات من متطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج) أمام السفارة البريطانية في طهران أمس، وطالبن السلطات البريطانية بتسليم الطالب الإيراني آرش حجازي الذي يدرس في بريطانيا، وأبلغ هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن عنصراً من الباسيج تعمّد قتل ندا. وحملت النسوة اللواتي اتهمن حجازي بقتل سلطان، يافطات كُتب عليها: «الموت لبريطانيا»، وطالبن أيضاً بتسليم عناصر في الاستخبارات اعتبرن انهم ضالعون في مقتلها، لمحاكمتهم في إيران. في غضون ذلك، دعت إذاعة فرنسا الدولية السلطات الإيرانية الى الإفراج عن مراسلتها في طهران فاريبا باجوه المعتقلة منذ ثلاثة شهور. وأوقفت فاريبا في منزلها في آب (أغسطس) الماضي، وهي تعمل أيضاً مترجمة لحساب صحيفة «الموندو» الاسبانية. واتهمتها السلطات ب «الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية». وجاء في بيان لإذاعة فرنسا الدولية: «حتى الآن لم يتمكن محاميها من مقابلتها ولا الاطلاع على ملفها، على رغم إذن النيابة». وأضافت إن عائلة المراسلة «التي زارتها الأحد الماضي وجدت فاريبا ضعيفة جداً جسدياً ونفسياً». الى ذلك، اعلن مدعي عام طهران عباس جعفر دولت ابادي الإفراج عن الطالب في الصحافة الدنماركي نيلز كروغسغارد (31 سنة) الذي اعتُقل الأسبوع الماضي على هامش تظاهرات المعارضة في طهران في مسيرات إحياء الذكرى الثلاثين لاحتلال السفارة الأميركية. على صعيد آخر، أعلن القضاء الإيراني إعدام الناشط الكردي إحسان فاتاحيان الذي دين بحيازة أسلحة و «العمل ضد الأمن القومي من خلال العمل المسلح».