جنيف - أ ف ب - استأنف الروس والجورجيون امس، محادثاتهم في جنيف التي ينتظر ان تهيمن عليها اعتقالات الجورجيين الأخيرة في اوسيتيا الجنوبية المنطقة الجورجية الانفصالية المدعومة من موسكو التي كانت في قلب الحرب الخاطفة بين البلدين في آب (اغسطس) 2008. وبعد نحو شهرين من التوقف، وصلت البعثتان الروسية والجورجية اضافة الى ممثلين عن اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، المنطقة الجورجية الثانية التي اعلنت استقلالها من جانب واحد، الى مقر الاممالمتحدة في جنيف، كما ذكرت ناطقة باسم الأممالمتحدة. وهذه ثامن جولة محادثات منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008 تخصص للأمن في منطقتي النزاع سابقاً، إضافة الى مصير النازحين، برعاية الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ومن القضايا المركزية التي ستبحث خلال هذه الجولة، قضية «الاعتقالات المتكررة خصوصاً في الجانب الاوسيتي»، كما ذكر مصدر ديبلوماسي أوروبي. وقال جيغا بوكيريا رئيس الوفد الجورجي قبل مغادرته الى جنيف انه ينوي تحديداً بحث مصير اربعة شبان جورجيين معتقلين في اوسيتيا الجنوبية منذ الرابع من الشهر الجاري. وتتهم سلطات اوسيتيا الجنوبية الشبان الاربعة الذين تتراوح اعمارهم بين 14 و17 سنة، بدخول اراضيها وفي حوزتهم متفجرات. وأعلنت جورجيا من جهتها ان اوسيتيا الجنوبية «خطفتهم» في قرية جورجية حدودية. ووقع حادثان مماثلان في نهاية تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، حين قبض عناصر من حرس الحدود الروس على 21 مواطناً جورجياً اشتبه بدخولهم المنطقة بصورة غير قانونية. وتم اطلاق سراحهم إثر مفاوضات بين السلطات الجورجية والروسية والأوسيتية والاوروبية. وتبقى العلاقات مضطربة بين موسكو وتبليسي بعد اكثر من 15 شهراً على الحرب التي استمرت خمسة أيام بينهما وخسرت جورجيا على أثرها قسماً من أراضيها. وينعكس وضع العلاقات على المحادثات التي بدأت في جنيف، غير انها لا تتناول المسألة المحورية وهي استقلال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المعلن من طرف واحد، وشهدت المحادثات احياناً تراشقاً كلامياً. غير ان المحادثات استمرت وأعلن الاتحاد الأوروبي انها أتاحت خلال الاجتماع الاخير في 17 أيلول (سبتمبر) الماضي «تعميق» الآلية. وأقامت مجموعة العمل على الأمن آلية للوقاية من الحوادث تم التفاوض في شأنها في شباط (فبراير) ودخلت مرحلة «التجريب» خلال الصيف. ومن المقرر أن تعمل هذه المرة على اتفاق حول عدم استخدام القوة قرب الحدود.