شنّت جماعة «بوكو حرام» المتطرفة هجوماً على قرية في جنوب شرقي النيجر، وقتلت ثلاثة أشخاص بينهم حاكم القرية وجرحت ثلاثة، قبل أن تطردهم أجهزة الأمن. في غضون ذلك، أعلن العقيد ماهامان لامينو ساني، مدير التوثيق والاستخبارات العسكرية في جيش النيجر، أن بلاده وتشاد والكاميرون تسعى إلى محاصرة «بوكو حرام» داخل حدود نيجيريا، قبل هجوم بري وجوي مقرر أن تشنّه عليها قوة إقليمية أواخر الشهر المقبل. وقال إن قادة عسكريين سيلتقون في نجامينا عاصمة تشاد الأسبوع المقبل، ليضعوا اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية التي ستتبعها القوة التي ستضم 8700 جندي من تشاد والكاميرون ونيجيريا وبنين والنيجر. وأضاف: «كل ما نفعله الآن هو منع بوكو حرام من دخول النيجر. إذا هاجمت مواقعنا، دفعناها إلى التراجع حتى مسافة معينة، بينما تضغط نيجيريا من الجهة المقابلة لاحتواء الوضع». وتابع: «هناك مبادرات اتخذتها بلداننا لتضمن عدم خروج بوكو حرام عن السيطرة، لكن أمامنا مهلة تنتهي أواخر آذار (مارس) لتبدأ القوة المشتركة نشاطها». وكان الجيش التشادي أعلن مقتل اثنين من جنوده و117 مسلحاً من الجماعة، خلال معارك عنيفة بين الجانبين في ديكوا، شمال شرقي نيجيريا. وأشار إلى تدمير «أربع سيارات كانت معبأة متفجرات»، إضافة إلى 142 دراجة نارية. وزاد أن مسلحي «بوكو حرام» فرّوا بعد هزيمتهم، وسيطر الجيش التشادي على معسكر كانوا يحتلونه، علماً أنها المرة الأولى التي يتوغل فيها الجيش التشادي إلى هذا الحد داخل الأراضي النيجيرية، إذ تبعد ديكوا 90 كيلومتراً من مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو في شمال شرقي نيجيريا. الى ذلك، شكت فرنسا من ان حلفاءها في اوروبا لا يفعلون ما يكفي للمساعدة في مكافحة الإرهاب وعدم الاستقرار في أفريقيا. وكانت باريس تدخلت عسكرياً في السنوات الأخيرة ضد تنظيمات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في مالي، ولاستعادة النظام في جمهورية أفريقيا الوسطى، لكنها كافحت لحشد تأييد لمهمات ينفذها الاتحاد الأوروبي، من شركاء قلقين من التورط العسكري. وخلال اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد في لاتفيا، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ان بعد هجمات باريس وبروكسيل وكوبنهاغن، لم يعد هناك فصل بين الأمن الداخلي والخارجي. وأضاف: «علينا التحرّك في أراضينا وفي مناطق الأزمات. ويجب اقتسام عبء الأمن الأوروبي بعدل». ولفت الى أن الاتحاد يجد صعوبة في وضع 60 خبيراً لبعثة تدريب عسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى، كما شكا من ان لدى الاتحاد قوة تحرّك سريع قوامها 2000 جندي، لكنها لم تستخدمها. واعتبر أن «بوكو حرام» باتت «ربما الخطر الأمني الرئيس في أفريقيا»، وحض بريطانيا على ان «تصبح أكثر ايجابية في شأن هذه المسألة» وأن تعمل مع دول الجوار لاحتواء الخطر.