أكّد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس فهيد الشريف، أن المؤسسة أجرت اختبارات على «أغشية النانو»، ووجدت أنها تقلل كلفة إنشاء وحدات التبخير، وإنتاج المياه المحلاة في محطات التحلية. وأضاف خلال مؤتمر بعنوان "تحلية المياه في البلدان العربية"، والذي بدأ أعماله في فندق «إنتركونتيننتال» في الرياض أمس، أن السعودية تعد أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، بنسبة 18 في المئة من الإنتاج العالمي، إذ تمتلك أكبر عدد من محطات التحلية على سواحلها، بمختلف التقنيات والأحجام، ولهذا أنشأت معهد أبحاث متخصصاً في الجبيل، لإجراء الدراسات البحثية المختلفة في مجال تحلية المياه المالحة، والعمل على تطوير وتوطين تقنيات تحلية المياه. ولفت إلى أن محطتي تحلية المياه في ينبع والمدينة المنورة، مستهدفتان لإنتاج 400 ألف متر مكعب في اليوم من مياه البحر المحلاة، و1600 ميغاواط من الكهرباء، مشيراً الى أن المؤسسة بدأت بإطلاق برامج تنفيذية للتخصيص وإعادة الهيكلة، بإجراء تحوّلات استرتيجية على صعيد الهيكلة التنظيمي، ومخطط القوى العاملة والموارد البشرية، وإعادة توزيع العاملين، إضافة إلى إنشاء وحدة قيادة لمتابعة تنفيذ البرامج، والتأكد من تحقيق الأهداف، وتقديم التوعية والإرشاد اللازمين، والتواصل مع المسؤولين والعاملين في المؤسسة، ومواكبتهم خلال فترة التحوّل. وقال: "في ما يتعلق بتطبيق أغشية النانو مع وحدات التبخير المتعدد التأثير، أجريت اختبارات ودراسات بالتعاون مع باحثين محليين ودوليين، فوجد أن هذه الأغشية ستقلل كلفة إنشاء وحدات التبخير المتعدد التأثير، وإنتاج المياه المحلاة". وشدد على أهمية الشراكات البحثية بين المؤسسات في معهد أبحاث تحلية المياة المالحة، والجهات المعنية المحلية والخارجية، لتطوير تقنيات صناعة تحلية المياة المالحة وخفض كلفتها، والاستفادة المتبادلة من الإمكانات المتوافرة لدى كل جهة، بما يعزز صناعة التحلية عالمياً. ونوه إلى أن المؤسسة خلال عامين، وقعت عدداً من الاتفاقات البحثية ومذكرات التفاهم العلمية، منها اتفاق مع مركز تطوير إعادة استخدام المياه الياباني، وشركة ساسكورا اليابانية في مجال المعالجة الأولية بأغشية النانو، مع تقنية التبخير المتعدد التأثير. وذكر أنه يوجد تعاون بحثي مع بعض الجامعات، مثل جامعة الملك سعود، ممثلاً في "مركز التميز البحثي وكرسي أبحاث المياه"، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول على ساحل البحر الأحمر، وجامعة الملك عبد العزيز، كما يتم التنسيق مع بعض الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع معدات التحلية، للعمل على تنفيذ مشاريع تتعلق بتطوير تقنيات مناسبة للسعودية. من جهته، نبه وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله الحصين إلى أن العالم يعيش أصعب الظروف المائية، مشيراً إلى أن توزيع المصادر المائية العالمية لا يتناسب مع توزيع سكان القارات، فنجد عالمنا العربي يقطنه قرابة 5 في المئة من سكان العالم، ولا يحتوي سوى على 1 في المئة من المصادر المائية. وأضاف أن التعداد السكاني العالمي سيزداد على 6 بلايين نسمة في وقتنا الحاضر إلى حدود 9 بلايين نسمة في عام 2050، وذلك في أكثر التوقعات السكانية تفاؤلاً. وقال: «لا بد من أن نأخذ في الحسبان، أن معدل الزيادة في استهلاك المياه يقارب ضعف معدل الزيادة السكانية، إضافة إلى أن كفاءة الري في معظم عالمنا العربي لا تزيد على 40 في المئة، ومعدل التسربات في الشبكات العامة في بعض عواصمنا العربية لا تتجاوز 50 في المئة، في حين تستحوذ الزراعة على قرابة 85 في المئة إلى 90 في المئة من مصادرنا المائية».