كشف رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد الحمدان، أن كلاماً يدور في أروقة النشر العالمي بأن المملكة في القائمة السوداء في ما يخص النشر والملكية الفكرية، ودافع الحمدان عن مؤتمر الناشرين العرب الأول الذي عقد أخيراً ولم يشهد جمهوراً كبيراً، كما لم يحضره أدباء أو كتّاب كطرف في عملية النشر، كما نافح عن احتفاء المؤتمر بالمدعوين وتجاهل مضامين النشر، مشيراً إلى أن الاحتفاء كان بالاثنين، «ففي المؤتمر ركّزنا على توجيه دعوات لاتحادات نشر دولية وعربية، وكانت أوراق العمل في صلب مضامين صناعة النشر، وكان الاحتفاء بها وحدها طوال الأشهر الستة الماضية، فالمضامين لا يشتغل عليها أثناء المؤتمر بل على المدعوين وهذا واجب الضيافة». وحول ضآلة عدد الناشرين السعوديين الذين شاركوا، قال الحمدان ل«الحياة»: «إن المشاركة السعودية مناسبة، كونها ضمن أكثر من 14 اتحاداً عربياً اهتم بها المؤتمر، فالمؤتمر عربي وليس سعودياً فقط، بحسب توجيهات اتحاد الناشرين الدولي»، مضيفاً أن الناشر «يهمه الربح، والناشرون يقيسون الأمور بحسب العائد المادي»، وتابع أن جمعية الناشرين السعوديين «نشطّت خلال السنتين الأخيرتين في دعم الناشر السعودي وعملية صناعة النشر، مثل إقامتها حفلة تكريم لمكتبات ودور نشر وكتّاب، وكذلك إقامة مؤتمر لحماية الملكية الفكرية، إضافة إلى نجاحها في السعي بجهد لدى الجهات الحكومية المعنية لحصول الناشر السعودي على مشاركة مجانية في معارض الكتب الدولية، وخصم 20 في المئة من قيمة المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب». وأعرب الحمدان عن سروره بالإشادة التي لقيها مؤتمر الناشرين العرب الأول في إحدى جلسات مجلس الوزراء، وقال إن «تطرق المجلس للمؤتمر كان مفخرة للناشرين جميعاً، عرباً وسعوديين، وهذا يدل على اهتمام حكومة خادم الحرمين بالنشر وقضاياه، ولا أدل على ذلك من تأكيد خادم الحرمين في كلمته الافتتاحية في المؤتمر على تشكيل لجان لمتابعة وتنفيذ توصياته»، لافتاً إلى دعم وزارة الثقافة والإعلام للمؤتمر ورعايته، وقال: «العمل في الثقافة خدمة للوطن، ويشترك فيه الجميع». وأوضح أن نجاح المؤتمر «أفادنا في موضوع الانضمام إلى اتحاد الناشرين الدولي، إذ إن خطابات رئيس اتحاد الناشرين الدولي ونائبه وأمين الاتحاد العام، والذين حضروا المؤتمر وشاركوا في فعالياته، أوصت وبشدة مع التأكيد على انضمام المملكة في الاجتماع الأخير في فرانكفورت بعد التوصية بشهرين، وعليه تم تشكيل لجنة لدرس طلبنا وطلب الإمارات كعضو مراقب ووضع خطة لذلك»، وقال: «قد يكون من بين شروط الانضمام، مرور عام على العضوية كمراقب، وهو ما يدعم طلب المملكة»، ووصف ذلك ب«المفخرة لنا، إذ لا يوجد سوى أربع دول عربية منظمة هي مصر ولبنان والمغرب والسودان، وسنكون خامس دولة عربية وأول دولة خليجية، في ما مضى كان يدور في أروقة النشر العالمية وقبل انضمامنا كعضو مراقب، اننا في القائمة السوداء في ما يخص النشر وحقوق الملكية». يذكر أن جمعية الناشرين السعوديين نظمت الشهر الماضي، بالتعاون مع اتحاد الناشرين الدولي، مؤتمر الناشرين العرب الأول، بمشاركة أكثر من 250 من الناشرين والكتّاب والمفكرين والإعلاميين، وقدمت فيه 29 ورقة عمل ضمن 10 محاور حول قضايا النشر، وخرج بعدد من التوصيات الأولية لا تزال في طور المناقشة والصياغة والتوقيع، إذ ارتأت اللجنة المنظمة للمؤتمر، بعد جمع توصيات الجلسات وتوزيعها ومراجعتها من كل دور النشر التي حضرت وشاركت، مع التأكيد على التنسيق مع اتحاد الناشرين العرب بتشكيل لجان متابعة للتوصيات. ومن بين التوصيات الأولية، إلغاء الرقابة وفك القيود على الكتّاب، وإنشاء شركة توزيع عربية للتغلب على معضلات التوزيع، ومشاريع لرقمنة وترجمة الكتب، وإضافة مناهج تدريس الملكية الفكرية، وتفعيل القوانين الإدارية لضبط علاقة الناشرين بالمؤلفين.