واشنطن، بكين - أ ف ب، رويترز - يبدأ الرئيس الأميركي باراك اوباما نهاية الأسبوع الحالي جولته الآسيوية الأولى خلال ولايته، وتشمل لمدة اسبوع اليابانوسنغافورة والصين وكوريا الجنوبية، حيث سيطلع على المشاكل الجيو - سياسية والاقتصادية الصعبة في منطقة ذات ارتباط وثيق بالولاياتالمتحدة. وفيما يشوه صورة الولاياتالمتحدة في آسيا اسوأ ركود اقتصادي منذ الثلاثينات من القرن العشرين وعجز عام هائل، تحتل الصين المرتبة الأولى بين الدول الممولة لواشنطن، علماً ان غالبية السلع المصنعة التي تباع في الأسواق الأميركية تنتج في الصين. وقال جيفري بادر، مستشار اوباما للشؤون الآسيوية: «هذه الأمور اقنعت الآسيويين بأن الولاياتالمتحدة مثقلة بالمشاكل ومنشغلة. لكن المعلومات عن انتهاء التفوق الأميركي مبالغ فيها الى حد كبير». وأشار دوغلاس بال من مؤسسة كارنيغي الى ان اوباما يجب ان يغتنم الفرصة لتحديد دور بلاده مستقبلاً في القارة الآسيوية. وسيتطرق اوباما مع جميع محاوريه الى المواضيع التي يعتبرها مهمة، وهي الأمن ومكافحة الاحتباس الحراري والقضايا الاقتصادية بعنوان التعاون وليس الأحادية، علماً ان بعض الدول الآسيوية تملك اهتمامات اقل تعقيداً مثل فتح الحدود التجارية مع الولاياتالمتحدة. ويصل اوباما الجمعة الى اليابان، حيث يلتقي رئيس الوزراء الجديد يوكيو هاتوياما، ويشارك السبت والأحد في اول منتدى للتعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادىء (ابيك) في سنغافورة، حيث يحضر ايضاً اول لقاء بين الرئيس الأميركي ورؤساء حكومات الدول العشر الأعضاء في رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان). وعلى رغم ان واشنطن غيرت اخيراً استراتيجيتها تجاه بورما ومدت يدها الى المجلس العسكري الحاكم بدلاً من عزله، يستبعد ان يعقد اوباما ورئيس الوزراء ثان شوي اجتماعاً على انفراد. وفي الصين، يبحث اوباما مع نظيره هو جينتاو في قضايا افغانستان وأزمتي البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، ومؤتمر كوبنهاغن حول المناخ المقرر الشهر المقبل والذي تريد واشنطن فيه ان تتعهد الدول الكبرى الناشئة خفض انبعاثات الغازات. وستدرج ظاهرة الاحتباس على جدول اعمال زيارة اوباما لكوريا الجنوبية. وسيبحث اوباما ايضاً مع نظيره لي ميونغ باك في ملفي كوريا الشمالية والمبادلات التجارية. في غضون ذلك، رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادات وجهت إليه زعمت تراجعه عن موقفه من قضية حقوق الإنسان لتحقيق مكاسب مع الصين في مجالات الاقتصاد العالمي والخلاف النووي مع كل من ايران وكوريا الشمالية، وذلك بعد رفضه لقاء الدلاي لاما، الزعيم الروحي للتبت، الشهر الماضي، وقال: «لا أرى أي صدقية للمنتقدين، اذ ان تصريحاتي متجانسة. نؤمن بقيمة حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة وحرية الدين، وهي ليست مجرد لب المبادئ الأميركية بل مبادئ دولية». وأكد أوباما أنه أثار قضية حقوق الإنسان خلال اجتماعات سابقة عقدها مع مسؤولين صينيين، وأنه سيفعل ذلك مجدداً خلال زيارته المقبلة، في وقت دافعت الصين امس عن قرارها الخاص بإعدام تسعة اشخاص على خلفية الاضطرابات الإتنية التي اندلعت في اقليم شينغيانغ (شمال غرب) التي يعيش فيها غالبية من الأويغور المسلمين في تموز (يوليو) الماضي بعد مطالبة واشنطن لها بتطبيق عدالة منصفة وشفافة، مشيرة الى انها اتخذته «استناداً الى القانون، وطبقته على مجرمين». ودانت السلطات الصينية 21 شخصاً بارتكاب اعمال العنف في شينغيانغ التي اسفرت عن مقتل 197 شخصاً على الأقل. وتضمنت 12 حكماً بالإعدام بينها ثلاثة مع وقف التنفيذ.