في أول اجتماع رسمي للحكومة السعودية منذ بدء أحداث التسلل، التي قام بها مسلحون لمواقع سعودية قرب الحدود مع اليمن، أكد مجلس الوزراء السعودي في جلسته الأسبوعية التي عقدها أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن المملكة لن تتهاون إزاء أي انتهاك سيادي لأراضيها، وأوضح مجلس الوزراء السعودي، أن التسلل غير المشروع، الذي حدث أخيراً على حدودها مع اليمن، يعطيها الحق الكامل في اتخاذ كل الإجراءات لإنهائه، مع اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطنيها وأراضيها وتأمين حدودها وردع المعتدين، ووضع حد لكل من تسوِّل له نفسه القيام بأية عمليات تسلل أو تخريب. وكان مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، الذي التقى أمس سفير باكستان، ورئيس بعثة التدريب العسكرية الأميركية لدى المملكة، أكد أن العمليات العسكرية ستتواصل حتى تطهير الأراضي السعودية من المعتدين على سيادتها، مشدداً على أنه «ليست في المملكة خطوط حمراء متعددة، بل خط أحمر واحد وهو السيادة». وزاد: «متى مُسّت بأي أذى أو بمجرد التلويح بالقوة بمسها فإننا نجد لزاماً علينا أن نقطع هذه اليد الآثمة». وفيما انضمت فرنسا وفلسطين والبحرين وتونس إلى الدول، التي أعلنت تآزرها مع السعودية، وإدانتها «أي انتهاك لسيادة السعودية ووحدة وسلامة أراضيها»، استمرت العمليات العسكرية السعودية على المناطق الحدودية، في سياق مساعي القوات المسلحة السعودية لتمشيط النقاط التي قامت بتطهيرها من المتسللين المسلحين. وعلمت «الحياة» أن القوات المسلحة السعودية تعكف حالياً على تمشيط المناطق التي أزاحت المتسللين منها. وقال أهالي ل«الحياة» إن ساعات الصباح الأولى أمس (الاثنين) كانت أخف أيام القصف الجوي لمواقع المتسللين. وأفادت معلومات بأن الجيش السعودي دمّر مخزناً للسلاح على الشريط الحدودي يُعتقد بأنه للمتسللين «الحوثيين». وتحدثت مصادر متطابقة في المنطقة الحدودية عن تكثيف «المتسللين» سيناريو تنكر مقاتليهم بالأزياء النسائية، فيما أورد موقع «العربية»، أن فتى يركب حماراً ادعى للسلطات، أنه ذاهب للحاق بأهله النازحين، وما لبث أن أخرج سلاحاً، لكن الجنود السعوديين سارعوا لقتله في الحال. وعُلم أن القوات السعودية قتلت 40 مسلحاً في منطقة جبل شدا. وذكر سكان على الشريط الحدودي أن ليل الأحد - الاثنين شهد نشاطاً مكثفاً للمدفعية والطيران السعوديين. وتردد وقوع محاولة تسلل عبر جبال العارضة، بيد أن محافظ العارضة محمد الغزي نفى ل«الحياة» حدوث أي تسلل، في الوقت الذي وسعت الجهات الأمنية السعودية دائرة إخلاء القرى والبلدات الحدودية، ونقلت الأهالي المتضررين إلى شقق مفروشة في المدن الآمنة. وتواصلت الحملات الأمنية بكثافة لضبط المتسللين والمهربين ومن لا يحملون وثائق ثبوتية. ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس، أن السعودية قبضت على مئات من المتمردين المسلحين. وأضافت أن هناك «انتشاراً تكتيكياً» في المنطقة للتأكد من القضاء على خطر المسلحين، وأن المتسللين تكبّدوا «خسائر بشرية كبيرة»، وأن «كثيرين استسلموا خلال الساعات ال48 الماضية. وهناك مئات من المقاتلين الذين سلموا أنفسهم للسلطات السعودية». وتكشفت معلومات تفيد بأن «المتسللين» يعمدون إلى الاستعانة بالأطفال، إذ يقومون بتسليحهم وإركابهم على «حمير» يفخخونها لقتل الجنود والمدنيين السعوديين، في ظاهرة «مقيتة» لم تشهدها المنطقتان الأكثر اضطراباً في العالم، وهما أفغانستان والعراق. وتحقق الجهات المختصة في معلومات عن أطفال يركبون حميراً قام الحوثيون بتفخيخها، في مخالفة سافرة للقانونين المحلي والدولي اللذين يمنعان الزج بالأطفال في المعارك. وذكرت مصادر أمنية سعودية ل«الحياة» أن نازحاً يمنياً أفشى بتلك المعلومات للسلطات السعودية. وكانت السعودية ضبطت خلال الأيام الستة الماضية، عدداً من الأطفال اليمنيين المسلحين الذين أرسلهم «المسلحون» للتسلل إلى المملكة. وعلى صعيد آخر، عرض المتمردون الحوثيون (الاثنين) على موقعهم الإلكتروني شريط فيديو يظهر ما قالوا إنه «أسير» سعودي اعتقل خلال العمليات العسكرية. وبحسب شريط الفيديو فإن رتبته «وكيل رقيب» واسمه «أحمد عبدالله محمد العمري، وعمره 27 عاماً. وبدا العمري ممدداً على كنبة ويتلقى علاجاً بعد اصابته بجروح في وجهه. وتعذر حتى الطبع التأكد من صحة شريط الفيديو. تغطية موسعة