أكد وزير الداخلية اليمني اللواء ركن مطهر رشاد المصري أن العلاقات الأمنية بين بلاده والسعودية «أشبه ما تكون استراتيجية لا يستطيع أحد من الطرفين التخلي عنها»، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن تمكّنت خلال الشهور الأربعة الماضية من قتل واعتقال عدد كبير من أعضاء تنظيم «القاعدة» الذين رفضوا تسليم أنفسهم طواعية للسلطات الأمنية. وقال الوزير اليمني في حوار مع «الحياة» إن «الإرهاب ظاهرة عالمية عانت اليمن وحذرت منه منذ وقت مبكر»، لافتاً الى نجاح السلطات في تحديد الجاني في حادثة استهداف السياح الأربعة الكوريين في مدينة شبام في حضرموت ومعرفة الأشخاص الذين خططوا للعملية خلال 12 ساعة، «وللأسف جميعهم شبان». وأشار وزير الداخلية اليمني إلى أن التحذيرات التي تعلنها البعثات الديبلوماسية في اليمن غير سليمة بالنسبة للجانب الأمني، وذلك بسبب تراجع البعثات عن تحذيراتها في شكل كبير وخلال فترة قصيرة. وأكد أن أجهزة الأمن مسؤولة عن حماية كل البعثات الديبلوماسية والعاملين فيها، وتوفير الأجواء الآمنة لهم، ولدينا ضباط يتصلون ببعض المسؤولين الأمنيين في كل البعثات. ووصف المصري مستوى التعاون الأمني بين السعودية واليمن بأنه «قوي ومستمر». واعتبر أن العلاقات «أشبه ما تكون استراتيجية لا يستطيع أحد منا أن يتخلى عنها، ونشعر بأن الأمن السعودي جزء من الأمن اليمني والعكس». ورأى أن «هذا التعاون يأتي في إطار الأمن القومي العربي في شكل دائم. ونعمل في ظل الاتفاق الأمني بين السعودية واليمن بشكل قوي، وهناك زيارات أمنية متبادلة بين البلدين، وتعاون بين رجالات الأمن على أرض الميدان، وكثير من القضايا تتم مناقشتها وحلها بشكل سريع». وبعدما شدد على أن الإرهاب ظاهرة عالمية، أشار الى نجاح أجهزة الأمن في التعامل مع العملية الارهابية الأخيرة التي استهدفت أربعة سياح كوريين في مدينة شبام في حضرموت في 16 آذار (مارس) الماضي، وتبناها تنظيم «القاعدة». وقال إن الأجهزة «تمكنت خلال 12 ساعة من تحديد الجاني، ومعرفة الأشخاص الذين خططوا لعملية استهداف السياح الأربعة». وعن نتائج إعلان دليل مصور يضم 116 مطلوباً تطاردهم أجهزة الأمن اليمنية، أوضح الوزير اليمني: «أعلنا أسماء المطلوبين المطاردين من أجهزة الأمن، وقد يكون جميعهم أو بعض منهم على الأراضي اليمنية أو خارجها... وبعد إعلان القائمة بدأنا في الخطوة الأولى في اعتقال عدد من الأشخاص الذين حددت صورهم في الدليل المصور. ووزارة الداخلية اليمنية تتلقى يومياً اتصالات، سواء من المتعاونين مع قطاع الأمن أو المواطنين، للابلاغ عن المطلوبين. والمواطن في النهاية هو رجل الأمن الأول». وعن إعلان أبو بصير ناصر الوحيشي زعيم تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية انطلاق التنظيم من اليمن لشن هجمات إرهابية داخلها وخارجها، قال المصري إن صنعاء تتعامل «مع هذه التهديدات التي يصدرها تنظيم القاعدة والأفلام التي يسوقونها لأنفسهم بجدية مطلقة، ولدينا معطياتنا ومعلوماتنا وإجراءاتنا الأخرى لربط بعضها بعضاً. وعموماً نسعى إلى متابعة العناصر الإرهابية الموجودة في اليمن بالتعاون مع دول الجوار». وأضاف أن «حديث زعيم التنظيم أبو بصير في الشريط المصور الذي تحدث فيه مع ثلاثة آخرين، قد يكون الهدف منه من ناحية إعلامية مهمة، وذلك لتغطية الضربات التي تلقوها في اليمن أو الإجراءات التي حدت من حركة التنظيم وأدت إلى قتل عناصر منهم أو القبض على مجموعة أخرى». وأكد أن «هناك دعماً لعناصر التنظيم من الخارج»، مشيراً الى أن «التنظيم سلسلة منظمة ولديها خلايا في دول الجوار وغيرها، ومن المؤكد أن هناك تواصلاً بينهم».