أعلن المجلس الثوري لحركة «فتح» انه يرى في الرئيس محمود عباس (ابو مازن) مرشحاً واحداً ووحيداً للحركة في انتخابات الرئاسة المقبلة، في وقت شارك أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني أمس في مدينة رام الله في الضفة الغربية في مهرجان تأييد للرئيس الفلسطيني لثنيه عن قراره عدم الترشح لفترة رئاسية ثانية. وعقد المجلس الثوري ل «فتح» اجتماعاً استثنائياً ليل الأحد - الإثنين في رام الله ناقش خلاله بعمق رغبة الرئيس في عدم الترشح لرئاسة السلطة في الانتخابات المقبلة. واستهجن التراجع عن المواقف والقرارات الدولية المعلنة، وقال انه ينظر بقلق الى التحيز الأميركي الفاضح للموقف الإسرائيلي في مواصلة الاستيطان خلافاً لكل القرارات والمبادرات الدولية. وأفادت وكالة «معا» المحلية الفلسطينية ان المجلس دعم الموقف الثابت للرئيس عباس والذي يعبر عن موقف حركة «فتح» المتمثل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، مع حق اللاجئين في العودة والتعويض. كما اثنى المجلس على النقاط الثماني الواردة في خطاب الرئيس كمرجعية للعملية التفاوضية ورفضه التام للتناغم بين اسرائيل وحركة «حماس» في شأن الدولة الموقتة بحدود جدار الفصل. وأضافت ان المجلس حيا عباس في صموده ورفضه الابتزاز الذي حاولت ان تمارسه الدوائر الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية وحملة التشويه التي شنتها اسرائيل والتي تجاوب معها بعض الدوائر العربية والفلسطينية. في هذا السياق، دعا المجلس جماهير «فتح» وأبناء الشعب الفلسطيني الى القول بأعلى الصوت: «نعم للصمود السياسي، نعم للرئيس ابو مازن مرشحاً لنا وقائداً لحركتنا الوطنية، ولا وألف لا للابتزاز الذي تمارسه الدوائر الإسرائيلية، ولنجعل من ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات يوماً للالتفاف حول رمز الشرعية والثبات الوطني ودعماً لمواقف الرئيس المعبرة عن البرنامج السياسي للحركة والتعبير عن الثقة بحكمته القيادية». تظاهرة النقابات في رام الله في غضون ذلك، رفع عشرات المشاركين في تظاهرة تأييد لعباس، لافتات كتب عليها «جددنا البيعة لكم سيادة الرئيس»، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (ابو عمار)، كما رفعوا شعار «لن نقبل مرشحاً غير ابو مازن الذي تمسك بالثوابت وأخلص لفلسطين». ونظمت هذه التظاهرة بدعوة من النقابات الفلسطينية الرئيسية الثلاث لموظفي الحكومة والمعلمين والقطاع الصحي والتي تسيطر عليها منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها عباس. وقال الموظف الحكومي فيصل فريحات (45 سنة) لوكالة «فرانس برس»: «القضية الفلسطينية وصلت الى مرحلة مفصلية، ولا يمكن ان نتساهل والشعب الفلسطيني اليوم يقول كلمته اننا مع رئيسنا عباس». من جانبه، قال وجدي عبد الحليم (40 سنة): «انا اشعر اليوم اننا نقوم بما كنا نقوم به عندما حاصرت اسرائيل عرفات، فالمسيرات تعم الوطن دعماً للرئيس عباس امام الضغوط الخارجية عليه، ونتخوف ان اسرائيل تريد قتل ابو مازن كما فعلت مع ابو عمار». بدوره، قال نقيب المعلمين الفلسطينيين جميل شحادة: «نعلن تأييدنا للموقف الصادق والشجاع للرئيس عباس، لكننا نعلن ان لا رئيس للشعب الفلسطيني الا هو، وسيبقى خيارنا وخيار الشعب الفلسطيني الوحيد هو الرئيس عباس». وطالب «الرئيس الفلسطيني باسم الحضور بأن يتراجع عن قراره بعدم الترشح لأن وجوده على رأس السلطة الفلسطينية ضرورة وطنية فلسطينية». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء توفيق الطيراوي: «هذا المهرجان رسالة الى العالم، خصوصًا الولاياتالمتحدة وإسرائيل والعرب، بأننا مع عباس ومع تمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني». اما الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري فقال: «نقول لأميركا كفى انحيازاً وعدم حيادية لمصلحة اسرائيل، وكفاكم احتضاناً للمشروع الاحتلالي الإسرائيلي المعادي للسلام ولكل الأعراف الدولية».