استنفرت القاهرة أمس على الصعيد الخارجي، من أجل حشد المجتمع الدولي خلف وضع ملف مواجهة الجماعات الإرهابية في ليبيا، على أجندة مجلس الأمن الدولي، وذلك غداة كشف تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، النقاب عن عملية ذبح 21 من الأقباط، فهاتف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زعماء عرب وأوروبيين، بالتزامن مع وصول وزير خارجيته سامح شكري إلى نيويورك حيث يلتقي كبار المسؤولين في الأممالمتحدة. وكان السيسي نبه، في كلمة وجهها للمصريين مساء أول من أمس، إلى أن ما يحدث في ليبيا يمثّل «تهديداً للسلم والأمن الدوليين»، معتبراً أن الإرهاب الخسيس الذي طاول أبناء مصر، «إنما هو حلقة جديدة في سلسلة الإرهاب المستشري في العالم كله، منبهاً إلى أنه «آن الأوان للتعامل معها جميعاً من دون انتقائية أو ازدواجية في المعايير». وحصل التحرك المصري على دعم فرنسي وروسي، العضوان الدائمان في مجلس الأمن، إذ دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره المصري السيسي خلال اتصال هاتفي أمس، إلى عقد جلسة لمجلس الأمن ل «مناقشة الوضع في ليبيا واتخاذ إجراءات جديدة»، فيما أكدت موسكو استعدادها «العمل جنباً إلى جنب مع القاهرة في مكافحة التهديد الإرهابي». وعلمت «الحياة» أن القاهرة تسعى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يضمن «وضع الملف الليبي على الأجندة الدولية لمكافحة الإرهاب»، على أن يشمل «اعترافاً ودعماً للحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني، بما في ذلك التعاون مع الجيش الوطني الليبي في مواجهة الميليشيات المسلحة، إضافة إلى حظر وصول السلاح والأموال إلى التنظيمات المسلحة في ليبيا»، إضافة إلى قرار ملزم للدول الأعضاء ب «حظر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت التي تستخدمها الجماعات الإرهابية». وأوضح بيان رئاسي مصر أن الرئيس الفرنسي أكد خلال اتصال هاتفي مع السيسي «دعم بلاده للتحرك الدولي في الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وفي إطار الاتحاد الأوروبي، من خلال اتخاذ موقف دولي قوي كفيل بدحر الإرهاب والقضاء عليه»، معرباً عن إدانة فرنسا «القوية للحادث الإرهابي الآثم الذي طاول عدداً من أبناء مصر الأبرياء على يد تنظيم داعش في ليبيا، وأكد تضامن فرنسا الكامل مع مصر ووقوفها إلى جانبها في مواجهة الإرهاب الغاشم. ونقل البيان تأكيد السيسي مواصلة مصر «التشاور والتنسيق مع الدول الصديقة من أجل تعزيز التكاتف الدولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها». وأعلنت روسيا «استعدادها الكامل لتقديم المساعدة والدعم لمصر لمكافحة الإرهاب»، وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير سيرغي لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري سامح شكري، أعرب خلاله عن تعازيه العميقة بعد مقتل المصريين في ليبيا، وأكد استعداد روسيا «للعمل جنباً إلى جنب مع مصر في مكافحة التهديد الإرهابي، واستعدادها لتقديم كل أشكال الدعم السياسي والأمني والعسكري لها في هذا الظرف العصيب في ظل علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين وشعبيهما».