أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمس (الأحد) أن السعودية قوية وقادرة على ردع كل معتد ودحره ورد كيده في نحره خلال تسلمه رسالة تضامن من أمير الكويت. كما أعربت مملكة البحرين عن دعمها وتضامنها مع الرياض. وتلقى الملك عبدالله أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري محمد حسني مبارك استنكر خلاله ما تعرضت له حدود المملكة الجنوبية من تجاوزات واعتداءات آثمة من بعض المتسللين، معبراً عن شجب مصر حكومةً وشعباً لهذه الاعتداءات، ومؤكداً وقوفها إلى جانب شقيقتها المملكة العربية السعودية. وفي غضون ذلك، أعلن مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل تسلل المسلحين إلى الأراضي الواقعة داخل حدود المملكة مع اليمن. وتوعّد المتسللين المسلحين ب«أننا سندمر أي فرد يريد النيل ولو بشبر من هذه البلاد». وأعلن أن القوات المسلحة السعودية «جعلت المنطقة المحاذية للحدود وبعمق يصل إلى أكثر من 10 كيلومترات لمن يدخلها ويتحرك فيها منطقة قتل، بمعنى آخر عليه إما الاستسلام أو التدمير». وشدّد على استمرار الضربات الجوية والمدفعية «إلى أن يتوقفوا (المسلحون) عن التحركات أو دخول المملكة». وقال إن تعليمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «ألا ندخل شبراً واحداً في أي أرض، ولن نسمح لأي شخص أن يدخل شبراً واحداً في أراضينا». وتفقد مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية أمس المواقع الأمامية، ووقف على سير العمليات والاستعدادات وسط رجال القوات المسلحة. وقال مخاطباً الضباط وضباط الصف والجنود إنه «ليست لنا في المملكة خطوط حمراء متعددة، بل خط أحمر واحد وهو السيادة، متى مُسّت بأي أذى أو بمجرد التلويح بالقوة بمسها فإننا نجد لزاماً علينا أن نقطع هذه اليد الآثمة». وقال إن المتسللين المسلحين «لن يصمدوا طويلاً أمام ضربات رجالنا الأبطال من الجو والأرض». وأوضح الأمير خالد بن سلطان، في تصريحات أمس، أن عدد الشهداء في صفوف القوات السعودية يبلغ ثلاثة، إضافة إلى 16 جريحاً. وقال إن «قيادة المملكة عندما تحتكم للعقل لا يعني ذلك أنهم يستجدون السلام من أحد، ولكن حقناً للدماء ما أمكن ذلك، وحرصاً على علاج الأمور برويَّة وهدوء». ووصف المسلحين المتسللين بأنهم «فئة متهورة في فكرها، منحرفة في عقيدتها، خارجة على نظام بلدها». وأكد أن «بلادنا وقادتنا وشعبنا لا يضمرون العداء لأحد». وشدّد على أن تصدي قوات الجيش السعودي للمتسللين أثبت «كفاءتهم العالية في القتال وفن إدارة النيران بكل اقتدار». وزاد مخاطباً القوات المسلحة السعودية: «مهما كان ثمن التضحية غالياً، فالوطن أغلى، وهو فوق كل اعتبار». وقال مخاطباً رجال القوات المسلحة ورجال حرس الحدود: «لقد برهنتم على أصالة معدنكم ورسوخ الإيمان في قلوبكم وأظهرتم شجاعة لا تستغرب من أبناء هذا الشعب الأبي وجنوده البواسل، وإن منسوبي قواتنا المسلحة في المنطقة الجنوبية من قوات جوية وبرية ومشاة بحرية وهم يخوضون هذه المعركة فإن بلادكم تعتمد على الله أولاً، ثم عليكم في حماية الدين والأرض والعرض، فأنتم خير من يفي بالعهد ويحمل الرسالة ويؤدي الأمانة». وأضاف: «ان تطهير هذه المواقع وإعادة السيطرة عليها بالكامل من المعتدين لهو إنجاز عال سيسجل لأبناء قواتنا المسلحة وحرس الحدود، ويضاف إلى سجل إنجازاتكم الناصعة، حيث نجحتم ولا تزالون تحققون النجاح تلو النجاح في طرد المعتدين من أراضينا، وإلحاق الخسائر الفادحة بين صفوفهم». وزاد: «إنني جئتكم اليوم وأنا أتشرف بحمل رسالة تقدير واعتزاز من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام اللذين يقدران لكم ما تقومون به من رسالة سامية، ألا وهي واجب الدفاع عن بلادنا الغالية ومقدساتها الطاهرة من أي اعتداء آثم». من جهة أخرى، استمرت أمس الضربات السعودية للمتسللين في أكثر من موقع. ورصد المراقبون اشتباكات أمس في قرية القرن. ودارت اشتباكات أخرى إلى القرب من القرية المذكورة انتهت بأسر متسللين وقتل بعضهم. وبدأت الجهات الأمنية المختصة إخلاء 240 قرية سعودية إثر إعلان المنطقة عسكرية. وظل دوي قذائف المدفعية يتردد حتى حلول الليل. وقبض المدنيون في قرية السودة التابعة لمحافظة العارضة على 13 متسللاً حوثياً وسلموهم إلى الجهات الأمنية. وذكر موقع «جازان نيوز» الإخباري أمس أن حراس مستشفى صامطة تنبهوا لتسلل مسلح حوثي حاول ذبح حوثي آخر يتلقى العلاج بالمستشفى إثر إصابته في المواجهات الأخيرة. واعترف المتسلل بأنه أُمر بذبح زميله حتى لا يقدّم أي إفادات للسلطات السعودية. وتواصل أمس تعزيز القوات السعودية من مختلف قطاعات الجيش السعودي، خصوصاً وحدات مظلية. وذكرت قناة «العربية» التلفزيونية السعودية أن مجموعة من عناصر «القاعدة» تسللوا إلى الحدود السعودية ضمن الحوثيين. وزادت أنه تم رصد «أسلحة متطورة وغير تقليدية، بعضها مضاد للدروع»، استخدمها المتسللون الليل قبل الماضي، «ما يؤكد أن الحوثيين يتلقون دعماً على أعلى مستوى». ولوحظ أن المتسللين الحوثيين يستخدمون أساليب عرفت بها «القاعدة» كالتخفي بزي النساء. وقالت «العربية» إنهم يلجأون لحيل عدة لتضليل القناصة السعوديين، ومن ذلك استخدام القرود والحيوانات وربط «تورشات» إضاءة صغيرة لتتحرك عشوائياً بهدف تضليل رجال الجيش السعودي. لمزيد من التفاصيل