استطاعت القوات السعودية أمس ضرب مجموعات من المتسللين المسلحين في أكثر من موقع في منطقة جازان ضربات قاسية، في الوقت الذي طالبت فيه الأجهزة الأمنية في المنطقة سكان القرى الواقعة شرق قرية أم الشيح بإخلاء المنطقة والتوجه إلى مناطق أكثر أمناً حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم. وقضت القوات الأمنية على مجموعة من المتسللين، بعد اشتباكات وقعت عصر أمس في قرية القرن، وإلى الغرب منها تم أسر بعض المتسللين وقتل بعضهم بعد تبادل لإطلاق النار بين الطرفين. في الوقت نفسه، بدأت الأجهزة الأمنية عملية إخلاء ل 240 قرية، أعلنت بعدها المنطقة «عسكرية»، فيما ظل دوي المدفعية يسمع حتى حلول الظلام، كما حلقت طائرات القوات الجوية، كما علمت «الحياة» أن الجهات الأمنية قبضت على 7 حوثيين في وادي ضمد، التابع لمحافظة بني مالك من المواطنين، وكذلك الأمر في جبل سلا (شرق محافظة العارضة)، حيث تم القبض على 14 متسللاً مسلحاً، واعترف 3 ضبطوا في جبل قيس بأنهم «حوثيون»، ويتلقون الدعم من عبدالملك الحوثي من داخل اليمن. وتم توقيف مجموعة من النساء معهن أسلحة وطلاسم وكتب مساء السبت في محافظة الدائر في منطقة جازان. وفي قرية السودة التابعة لمحافظة العارضة، قبض على 13 متسللاً حوثياً من قبل المواطنين المدنيين، سلموا للجهات الأمنية. أكد ذلك شيخ قبيلة الزواهب الحدودية محمد يحيى الزاهبي السفياني، الذي قال: «نحن فداء للوطن، ولا نتوانى عن الذود عن بلادنا»، في حين تم تحويل مركز الإيواء في أحد المسارحة كجهة أولى لاستقبال النازحين وإلغاء مركز الإيواء في الخوبة، القريب من مرمى النار. وعلمت «الحياة» أنه تم القبض على خمسة متسللين حوثيين في العارضة من الدفاع المدني أثناء تخفيهم، وفتحت طرقاً لتسهيل حركة الجيش في القرى ذات الخطوط الوعرة، ورفعت أنقاض المباني المتضررة وتم تأهيل طرق احتياطية بديلة عن الجسور في حال الطوارئ. من جهة ثانية، استقبل أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز في مكتبه بالإمارة وفوداً من أهالي منطقة جازان وأعيانها الذين عبروا عن شجبهم واستنكارهم لحادثة الاعتداء الغاشم الذي وقع بجبل دخان بالقرب من الحدود السعودية. في سياق متصل، كثفت شرطة منطقة جازان ممثلة في شرط المحافظات وكل الإدارات الأمنية الأخرى والحملات المشتركة خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين من حملاتها الأمنية بقيادة مدير شرطة المنطقة اللواء أحمد القزاز ضد المتسللين اليمنيين نظراً لما تشهده الأوضاع الراهنة من اعتداءات على الأراضي السعودية. وكانت حصيلة الحملات القبض على 4014 شخصاً بقضايا مختلفة غالبيتهم من الجنسية اليمنية (3729) دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة، فيما ألقي القبض على 10 أشخاص من الجنسية الافريقية. من جهة أخرى، أوضح الناطق الإعلامي في شرطة منطقة جازان المقدم عوض القحطاني أنه تم القبض على ستة سعوديين أقلوا 22 يمنياً مجهولاً بسياراتهم، فضلاً عن الإطاحة بشخصين مطلوبين في قضايا جنائية، إضافة إلى العثور على 13 سيارة مطلوبة، ورصد 1200مخالفة مرورية. وعقد رئيس مركز فيفا عليوي العنزي اجتماعاً جمع مشايخ قبائل فيفا في مقر مركز فيفا صباح أمس، لمناقشة الوضع الراهن وطرح ما يمكن أن يقوم به المواطن بالتعاون مع الجهات الأمنية كواجب وطني، وتم الاتفاق على أن تسير كل قبيلة دوريات من المواطنين بحسب جهتها كدوريات مساندة للجهات الأمنية في فيفا. كذلك تم الاتفاق على الرفع لإمارة منطقة جازان للنظر في وضع الأسر المجهولة الساكنة التي تنتشر في المناطق الحدودية لاتخاذ الإجراء اللازم حيالهم. وأوضح الأمين العام للمجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية في جازان محمود الأقصم أن الجمعيات الخيرية في المنطقة اجتمعت صباح أمس في مقر الجمعية الخيرية بأبو عريش لمناقشة دعم مختلف القطاعات الحكومية من أجل السكان النازحين من القرى الحدودية. في السياق ذاته، شهدت محافظات جازان وصبيا وصامطة وأبوعريش وصول أعداد من النازحين بكثافة الى جازان وصبيا وأبوعريش، بعد امتلاء الشقق المفروشة في احد المسارحة وصامطة والطوال. وأوضح أحد النازحين من القرى التي تسلل اليها الحوثيون بأنهم صغار السن ويحملون أسلحة ويهرولون في الشوارع ويدخلون المنازل ويقومون باطلاق النار على اهاليها للخروج منها.