اعتبر مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير ابقاء الأوضاع في قطاع غزة على حالها «جريمة ضد الإنسانية وعملية السلام وفي حق أهل غزة». وقال إن العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع خلال الصيف الماضي «ترك غزة مدمرة وتعاني». ومثله مثل كل المسؤولين الدوليين الذين زاروا القطاع عقب العدوان الأخير أو خلال السنوات الماضية، عبر بلير الذي وصل الى القطاع أمس في زيارة قصيرة استغرقت نحو ثلاث ساعات، عن صدمته من «حجم الدمار والفقر في غزة»، وقال: «بعد 20 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو يجب أن يكون هناك طريق جديد للتعامل مع قطاع غزة ومع عملية السلام». وشدد بلير خلال لقائه وزراء حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في مقر مجلس الوزراء في مدينة غزة، على أن «هذه مهمة الجميع، ويجب علينا أن نعترف بمسؤولياتنا في المجتمع الدولي والدول المحيطة والساسة في إسرائيل وفلسطين». كما شدد على «ضرورة ألا ينفصل قطاع غزة عن العالم، أو عن بقية الأراضي الفلسطينية». وعزا زيارته إلى غزة بأنه يريد أن يرى «إذا كان ممكناً أن يصنع تغييراً حقيقياً ذا دلالة». وأشار الى أنه لعب دوراً في هذا الصدد مدة ثماني سنوات «لكن لا يمكنك غالباً أن تضع محاورين ومفاوضين في غزة وتغلق عليهم، وتعتقد أن ذلك كاف لتحقيق اتفاق»، معتبراً أن «المهم هو الحقائق على الأرض». ورأى بلير أن «السلام يجب أن يبدأ من قطاع غزة»، معتبراً أنه «لو تمكن المجتمع الدولي من احداث تغير سياسي واقتصادي في غزة، سيكون قادراً على أن يحدث تغييراً في كل العملية السياسية وفي الصراع بمجمله». وكان بلير وصل الى القطاع صباح أمس في زيارة مفاجئة يرافقة عدد من رجال الأمن المدججين بالسلاح وسترات واقية من الرصاص. لكنه خضع الى حراسة اضافية من أجهزة الأمن والشرطة التابعة لحكومة حركة «حماس» السابقة» عند اجتيازه حاجز بيت حانون «ايرز» الإسرائيلي شمال القطاع وحتى داخل القطاع ولدى مغادرته. وبحث بلير مع وزراء حكومة التوافق الوطني قضايا عدة تخص سكان قطاع غزة، أبرزها تعجيل إعادة الإعمار وموظفو الحكومة السابقة.