ضيّقت القوات السعودية الخناق على المسلحين الذين أطلقوا النار على قرى ومراكز حدودية في جازان، بعد تواصل الغارات الجوية وإطلاق القذائف على جبل دخان، فيما انتشر رجال الأمن في مواقع مختلفة للتفتيش على النازحين بعد إجلائهم، وذلك لاحتياطات أمنية. وأوضحت مصادر أمنية ل «الحياة»، أن الطائرات الجوية تحلق على ارتفاع عالٍ نحو جبل دخان، وزحفت القوات المسلحة البرية لمحاصرة المسلحين الذين قاموا بأعمال تخريبية في مواقع حدودية، مشيرةً إلى أنها نجحت في أسر نحو 170 مسلحاً معظمهم من صغار السن وقتلت العشرات خلال اليومين الماضيين. وأضافت: «إطلاق النار لا يزال مستمراً على المواقع التي تم التسلل منها، وتم إجلاء سكانها تحسباً لوقوعهم في ضرر، وتم تضييق الخناق على المسلحين في خطوة للقضاء عليهم قريباً، ورجال الأمن انتشروا بشكل مكثف على أكثر من 40 مركزاً حدودياً مدججين بالسلاح، لمنع هجوم العصابات المسلحة إلى مواقع أخرى حدودية بعد تضييق الخناق عليهم»، لافتةً إلى أن النازحين من القرى الحدودية الذي تعرضت إلى إطلاق النار أو غيرها، بلغ عددهم خلال اليوم (أمس) 93 أسرة، ولا يزال العدد في ازدياد، وتم توزيعهم على الشقق المفروشة في محافظات منطقة جازان، بعد صدور توجيهات بتكفل الدولة بنفقات السكن للنازحين من المواطنين. وذكرت المصادر أن رجال الأمن فرضوا نقاط تفتيش أمنية للنازحين بعد إجلائهم من قراهم على الحدود السعودية اليمنية، وذلك تحسباً لوجود أحد أفراد المسلحين بين النازحين، مؤكدةً أنه تم ضبط 15 شخصاً تسللوا إلى داخل الأراضي السعودية يستقلون سيارتين، حيث تجري تحقيقاتها لمعرفة حقيقة أمرهم. وفي السياق ذاته، وصل لمنطقة جازان صباح أمس مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات الأمير عبدالعزيز بن بندر، ومساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان، للوقوف على آخر المستجدات في منطقة جبل دخان وشد أزر المرابطين من رجال الأمن. ووصل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة للاطمئنان على المصابين في مستشفيات المنطقة، حيث بدأ جولته فور وصوله بمستشفى صامطة وعاد المصابين. واجتمع الربيعة بكوادر صحة جازان ومنسوبي مستشفى صامطة، مؤكداً لهم اهتمام خادم الحرمين الشريفين وحرصه على التفاني وتقديم كل جهد للمصابين ومحتاجي الرعاية، ثم توجه في جولة تفقدية للمدينة الطبية شمال مدينة جازان أحد المشاريع المستقبلية الواعدة الذي تم الانتهاء من 80 في المئة منها، ووجه المقاولين بسرعة الإنجاز في أسرع وقت، ثم زار مستشفى الملك فهد في أبوعريش، وزار الحالات المصابة فيه. وكانت صحة جازان منذ ليلة الجمعة دشنت حملة (فداك يا وطن) للتبرع بالدم شاركت فيها منتديات المنطقة والصحف الالكترونية وجوال جازان، وكان الاقبال كبيراً، إذ وصلت أعداد كبيرة من الشباب والرجال منذ فجر أمس للمستشفيات وما زالت حتى مساء أمس، علماً بأن صحة جازان فتحت الباب للتبرع من الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ليلاً طوال أيام الأسبوع. يذكر أن القوات السعودية دخلت في مواجهة مسلحة مع مجموعة من المتسللين الثلثاء الماضي، بعد أن أطلق الأخيرون النار على رجال الأمن السعودي، ما تسبب في وفاة أحدهم، وإصابة عشرة من زملائه.