في ليلة فرح لا تُنسى عاد فريق الأهلي أول من أمس إلى معانقة الذهب واصطياد الكؤوس والألقاب بعد غياب دام ثلاثة أعوام، وتحديداً منذ تحقيق كأس الملك للأندية الأبطال أمام النصر، إذ نثر نجوم القلعة إبداعاتهم الكروية على أرضية إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، وتمكنوا من تحقيق انتصار غالٍ على الهلال في نهائي كأس ولي العهد بهدفين في مقابل هدف ليظفروا باللقب الرائع، ويتسلموا الكأس الغالية من يد ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز ليسجل الأهلي أولوية تحقيق اللقب في زمن ولي العهد السعودي الحالي. عودة القلعة لحصد البطولات والإنجازات لم تأتي من فراغ، بل كانت نتاج سلسلة من العوامل الإيجابية عاشها النادي في الأشهر الماضية، التي أسهمت في عودته مجدداً إلى منصات التتويج، فالكيان الأخضر الذي توقّع الكثيرون أن يتراجع بعد استقالة رئيس أعضاء شرفه وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله الموسم الماضي، عاد أكثر قوة وإبداعاً في الموسم الحالي، ليدخل منافساً قوياً على صدارة الترتيب في دوري عبداللطيف جميل، إذ يحتل حالياً المركز الثاني برصيد 32 نقطة خلف المتصدر النصر، ثم واصل «الراقي» تقديم مستوياته الأدائية اللافتة وأبهر عشاق المستديرة في داخل الوطن وخارجه بتحقيقه كأس ولي العهد بكل جدارة واستحقاق، بعد أن أزاح الهلال في النهائي، ليلحقه بغريمه التقليدي النصر الذي كسبه في دور نصف النهائي، لينجح بذلك في هزيمة بطل المسابقة ووصيفه في العام الماضي، ويحصد باكورة البطولات السعودية في الموسم الرياضي الحالي. العوامل الإيجابية التي أعادت قلعة الكؤوس إلى واجهة البطولات والإنجازات كان من أبرزها الاهتمام الشرفي الكبير من رجالات النادي الأوفياء وأعضاء شرفه الداعمين، وفي مقدمهم الأمير الرمز خالد بن عبدالله ورئيس أعضاء الشرف الأمير تركي بن محمد العبدالله الفيصل، إضافة إلى كوكبة الداعمين والعشاق الذين جعلوا من الوقفة الصادقة والدعم الحقيقي شعاراً لهم في الأشهر الماضية، كما وُفق رئيس النادي العائد من الاستقالة الأمير فهد بن خالد في كل خطواته التطويرية التي صاغها بنظرة ثاقبة ورؤى استراتيجية مقننة رغبة في إعادة أمجاد النادي الأهلي وإسعاد جماهيره الكبيرة في كل مكان. ثمّة أمر مهم أسهم في عودة القلعة إلى طريق البطولات هذا الموسم تمثل في عقد الرعاية والشراكة مع الخطوط الجوية القطرية مدة ثلاثة أعوام ما وفّر للنادي دخلاً مالياً كبيراً قارب ال70 مليون ريال سنوياً، ما سهّل كثيراً من مهام إدارة النادي وإنجازها ملفات عدة تخص الفريق الكروي. الإدارة الأهلاوية أيضاً أصابت في التعاقد مع المدرب السويسري كريستيان غروس الذي قدّم الفريق في منظومة أدائية رائعة، كما نجح النادي في التعاقد مع الهداف السوري المميز عمر السومة، الذي أعطى المقدمة الخضراء قوة تهديفية أرعبت المنافسين في مباريات الفريق، ومنحت عودة صانع الألعاب البرازيلي برونو سيزار الوسط الأخضر رونقاً جذاباً في النزالات الكروية الأخيرة. الجماهير الأهلاوية العاشقة كان لها دوراً حيوياً كبيراً في عودة الفريق إلى منصات التتويج، وذلك عبر حضورها الكثيف في المباريات، وتشجيعها الحار ومؤازرتها الدائمة في مدرجات الفريق سواء في المباريات التي تقام على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة أم خارجها، ما كان له أبلغ الأثر في نفوس اللاعبين، الذين تفاعلوا بحماسة على أرضية الميدان، وحلّقوا بقلعة الكؤوس في سماء الذهب والألقاب. إدارة نادي الأهلي قررت إرجاء أي احتفالات بكأس ولي العهد إلى وقت مقبل، نظراً لضيق الوقت وارتباط الفريق بالمشاركة في الملحق الآسيوي أمام القادسية الكويتي، فضلاً عن منافسات الدوري المحلي، التي لا تسمح بإقامة أي احتفالات فيما تظل الجماهير الأهلاوية تترقب لحظة فرح أخرى هذا الموسم لثقتها في إمكانات وقدرات فريقها.