حقاً لقد أظهرت الأخت سوزان بعض الأخطاء الروتينية والمستمر تفعيلها في آلية العمل لدى بعض المستشفيات في القطاعين العام والخاص، والمستوصفات الطبية إن لم تكن جميعها. تتساءل لماذا لم يحمل كل طبيب أو ممرض بطاقة تعلق على صدره، فيها صورته الشخصية، واسمه وجنسيته، وبعض المعلومات الأخرى. لقد وضحت الأخت لنا مدى جهل الروتين الذي لا نزال متمسكين به، وإلا لماذا لا نصبح مثل اقرب قريباتنا دولة الإمارات العربية المتحدة التي استطاعت ترويض نفسها اقتصادياً وحضارياً وتكيفت مع الواقع الحاضر، لماذا لا يصرف بل يلزم لكل منتسب لمهنة الطب البشري أن يحمل بطاقة لكي توضح هوية الشخص الذي سيتعامل مع جسمي أو جسم ابني أو زوجتي أو حتى أي إنسان، بدلاً من الموافقة بالنوم على السرير الأبيض، ولا نعرف إذا كان هذا الممرض مؤهلاً لكي يقف أمامك، حاملاً بيديه أجهزته وأدواته وأدويته لكي يعالجني. فقد يطلب منك عمل فحوصات مختلفة على جسدك، وما أدراك ما الفحوصات، ثم يأتي بعد ذلك دور الأشعة، ويا ويلك إذا كانت فوق البنفسجية، أو تحت الحمراء. وإذا طلبوا منك تحليل دم، فتعالى إلى تحليل الدم، فهذا وحده موال آخر، إذ يدخلون إبرة كبيرة بالوريد ثم يسحب كمية الدم المراد، وبعد ذلك يخرج الإبرة مملوءة بالدم، ثم يقوم بإفراغ ما بداخلها إلى عبوة واحدة من أصل عدد أربع عبوات مختلفة المسميات ولكن حجمها واحد. إني أرى ما تطرقت إليه الأخت سوزان المشهدي ما هو إلا جزء من ضمير ٍحي يريد أن يوقظنا من تيارات السبات والنوم، وندرك ما لنا وما علينا، ونجعل المريض يعلم بالكادر الطبي الذي يقف أمامه وهو الذي سيعالجه، بعد الله سبحانه وتعالى، لكي يكون مطمئناً نوعاً ما، متى ما طلب منه الاسترخاء على السرير، خصوصاً بعد أن يقوم بالتوقيع على أوراق رسمية، وما تحمله تلك الأوراق من أهمية. فالمفروض على المريض أن يكون على دراية تامة عن «الشخص الذي سيقوم بعلاجه»، وهذه مسألة ليست هينة، وبالتالي نستطيع الحد من الجرائم الطبية التي يضمها شعار «لا للأخطاء الطبية»، فهذه الأخطاء الطبية قد تكون قاتلة للمريض الذي قام بالتوقيع على ورقة لا يعلم ما كُتب بها. إني أضم صوتي إلى صوت الأخت الصحافية كاتبة المقال «ليست على هذه الصورة»، ونطالب بإعادة النظر في الشؤون الإدارية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، على أن يصبح أي عضو بالكادر الطبي يعرِف بنفسه، وذلك بوضع بطاقة رسمية تحمل هويته وصورته التي من الممكن الاستفادة منها، لا قدر الله، إذا حدث ما لم يكن بالحسبان، وذلك لخطأ طبي فادح قام به احد أعضاء الكادر الطبي مجهول الهوية.