سانت أندروز (اسكتلندا)، بكين - رويترز - حضَّ وزير المال البريطاني أليستير دارلنغ نظراءه في دول مجموعة العشرين أمس على العمل لإبرام اتفاق بقيمة مئة بليون دولار لمكافحة تغير المناخ، بينما أبدت دول نامية عدم رغبة في الحديث عن الأمر. وبدأ أمس الاجتماع الثالث لوزراء المال ومحافظي المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين في سانت أندروز في اسكتلندا. ويهدف الاجتماع الذي يُستكمل اليوم إلى مناقشة ما أُحرز من تقدم في الاقتصاد العالمي والتوصل إلى إطار عمل للحيلولة دون وقوع أزمات في المستقبل. وتعتزم بريطانيا الدفع لتحقيق هدف طموح يتمثل في تأمين تكلفة تغير المناخ بحلول عام 2020 وذلك قبل قمة بيئية كبيرة في كوبنهاغن الشهر المقبل. وقال دارلنغ: «يجب ان نكون قد حققنا قدراً من التقدم الحقيقي بحلول نهاية اليوم (أمس)». وأضاف: «إذا لم يكن هناك اتفاق على التمويل، سيكون اتفاق كوبنهاغن أصعب بكثير على التحقيق». لكن بدا ان أي فرصة كبيرة لتحقيق انفراج غير متوافرة لأن دولاً ناشئة كثيرة لا تزال تتساءل عن ضرورة مناقشة الأمر خلال قمة مجموعة العشرين المقبلة وكانت اتخذت الموقف ذاته عند اجتماعها في لندن في أيلول (سبتمبر). وانتهى أول من أمس اجتماع للأمم المتحدة شاركت فيه 175 دولة في مدينة برشلونة الاسبانية من دون تحقيق تقدم كبير في شأن التوصل لاتفاق عالمي حول تغير المناخ، لكنه أسفر عن تقليل فرص مساعدة الفقراء في التعامل مع تغير المناخ وتبادل التكنولوجيا وتقليل الانبعاثات التي يسببها قطع الغابات. وأظهر الاجتماع الانقسام المستمر بين الفقراء والأغنياء في تحمل عبء تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري حتى يمكن تجنب موجات جفاف وحرائق ضخمة وانقراض انواع وارتفاع منسوب مياه البحر. وأكدت الأممالمتحدة ان نحو 40 رئيس دولة سيتوجهون إلى كوبنهاغن الشهر المقبل لتحسين فرص التوصل لاتفاق حول المناخ. وكان صندوق النقد الدولي حذّر ليل أول من أمس كبار المسؤولين الماليين في الاقتصادات الكبرى من تكرار أخطاء أزمة الكساد العظيم وسحب اجراءات الدعم الاستثنائية قبل الأوان. وفي وثيقة أُعدت لاجتماع أكد الصندوق هشاشة الانتعاش العالمي قائلاً إنه يعتمد في درجة كبيرة على دعم الحكومات والمصارف المركزية. وأكد رئيس لجنة توجيه السياسات في الصندوق وزير المال المصري يوسف بطرس غالي أن اجتماع كبار مسؤولي المال في مجموعة العشرين يجب ألا يتركز على مستويات أسعار الصرف لأنها نتيجة لمشاكل اقتصادية اساسية لا سبباً لها. واستبعد ان تكون مقترحات البرازيل لفرض ضريبة على تدفقات رأس المال فاعلة. وقال إنه لا يتوقع انفراجاً كبيراً في الاجتماع حول المناخ. وكشف ديبلوماسي صيني بارز ان بلاده تقيّم احتمالات التوصل الى اتفاق إطاري خلال محادثات للأمم المتحدة عن المناخ في كانون الأول(ديسنبر) لكنها تريد ضمانات بالإبقاء على المبادئ التي حُددت في اتفاقات سابقة. وقال نائب وزير الخارجية هه يافي ان ثمة تحديات خطيرة تواجه المفاوضات التي ستُجرى في كوبنهاغن وكان مفترضاً ان تحدد إطار عمل عالمياً جديداً للتعامل مع الاحتباس الحراري اعتباراً من عام 2013.