تختزل ذاكرة الاتحاديين أسماء مهمة فرضت نفسها بقوة في الخريطة الصفراء، نقشوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ «العميد»، الاتحاديون بأطيافهم كافة لا ينسون أحمد جميل ومحمد الخليوي وحسين الصادق وباسم اليامي وخميس الزهراني وفهد الخطيب ومحمد دغريري وعلي سهيل وخالد الشمراني وأحمد بهجا وداليان ومحمد الصحفي وعلي هادي عندما حققوا أول لقب قاري في تاريخ ناديهم عام 1999، وكذلك لا ينسى أنصار النادي الجيل الآخر الذي لعب له حمزة إدريس والحسن اليامي وخميس العويران وتشيكو الذين حققوا مع الفريق لقب 2004، إلى أن جاء كالون وجوب وأحمد الدوخي وإبراهيم السويد في عام 2005، إلى حين وصلنا إلى الجيل الحالي الذي هو مزيج للاعبين خاضوا ثلاث بطولات آسيوية ماضية، مثل قائد الفريق محمد نور الحاضر في النهائيات الماضية، ورضا تكر وحمد المنتشري وأسامة المولد ومشعل السعيد ومحمد أمين ومناف أبوشقير وسعود كريري. «الحياة» التقت بحارس «العميد» السابق حسين الصادق الذي حمى عرين الاتحاد في بطولتي 1999 و2004، وحمى عرين القادسية في بطولة كأس الكؤوس الآسيوية عام 1993، وزميله قائد الفريق السابق باسم اليامي الذي شارك في بطولتين وحمل كأس آسيا عام 2004، ليستعيدا شريط الذكريات ويكشفا أسراراً تعلن للمرة الأولى عبر وسائل الإعلام، إذ أكد حسين الصادق أن إحراز لقب بطولة قارية مع فريقه أو منتخب بلاده يجعله يشعر بأن للبطولة طعماً مختلفاً، إضافة إلى استشعار غريب لقيمة البطولة واقترانها بالوطن وبجمالية هذه البطولة. وقال: «جُل لاعبي فريق الاتحاد الحالي نجحوا في الظفر ببطولة سابقة، فبالتالي سيكون الطموح لديهم قوياً لأنهم أحسّوا بطعم الإنجاز، بخاصة أن الفريق سيحقق مكتسبات جديدة، كالمشاركة في بطولة العالم للأندية للمرة الثانية وامتلاك الكأس، والحصول على لقب نادي العقد في حال تنفيذ الجائزة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كل هذا لا شك أنه يدور في خلد جميع اللاعبين». واعتبر الصادق أن نهائي 2004 أمام سونغنام الكوري بحد ذاته إنجاز لن ينساه طوال حياته، مؤكداً أنه لقب لا يعادله لقب آخر بحسب مسيرته الرياضية. وأضاف: «ما بين المباراة الأولى في جدة التي خسرناها بثلاثة أهداف في مقابل هدف والمباراة الثانية في كوريا لا يمكن لأحد أن يتوقع أن نعود باللقب، والمدرب الكرواتي إيفتش الذي كان مدرباً للفريق في مباراة جدة عندما سئل بعد المباراة قال إن مثل هذه البطولة لو تكررت فلن تتكرر في القرن إلا مرة واحدة كانت بين الاتحاد وسونغنام». وواصل أفضل حارس آسيوي في فترة مضت: «إيفتش مدرب قدير على رغم الخسارة ولم يقل ذلك الكلام والتعبير إلا لأنه يدرك ما يقوله، وهو نابع من خبرة ليست سهلة». وعن المواقف التي يتذكرها في تلك المباراة قال: «بعد انتهاء مباراة سونغنام في جدة دخلت إلى غرف اللاعبين ووجدتهم في حال يرثى لها، وكان اللاعب محمد نور ممدداً على سرير العلاج الطبيعي ونور يتذكر ذلك جيداً، وقلت من الرجولة بمكان أن يكون لدينا الطموح والرغبة واللعب الرجولي الذي كان عليه لاعبو سونغنام في مباراة اليوم، وسألت هل نستطيع أن نكون مثلهم في أرضهم فأجاب نور نعم نستطيع». وزاد: «لعبنا المباراة الأولى يوم الأربعاء وغادرنا بعد يوم من الراحة إلى سيول، من بعد هذه المباراة ونحن نرسم «سيناريو» المباراة في الطائرة وردهات وغرف الفندق الذي سكنته البعثة إلى درجة كنا نتخيل سوياً كلاعبين أنه مع البداية يأتينا هدف أول وقبل نهاية الشوط نفسه نأتي بالهدف الثاني، ومع مطلع الشوط الثاني سنسجل الثالث وقتها سنحصد اللقب، كان هذا التفكير يبث في داخلنا الحماسة مع البحث عن الفوز لا غيره من دون أن يتسرب الينا اليأس، وبالفعل تحقق لنا هذا «السيناريو» على أرض الواقع وبخماسية». ووجه الصادق كلمته لزملائه اللاعبين، مطالباً بضرورة الاعتدال في التركيز والحماسة طوال التسعين دقيقة، وعدم المبالغة فيهما، إذ ان التركيز الزائد يؤدي إلى جهد بدني يؤثر ذهنياً، والحماسة الزائدة تؤدي إلى كثرة الأخطاء. وأضاف: «على لاعبي الاتحاد أن يلعبوا بالأداء نفسه والروح التي كانوا عليها في مباراة باختكور الأوزبكي في جدة ومباراتي ناغويا، فقد ظهر الفريق بصورة جيدة، وأعجبني كثيراً إصرار اللاعبين حتى الدقيقة الأخيرة من مباراة ناغويا الثانية فعلى رغم تأكيد تأهله إلى النهائي بعد تسجيله لهدفين، إلا أن اللاعبين واصلوا لعبهم الرجولي الباهر». أما باسم اليامي فأوضح أنه عقد مؤتمراً صحافياً قبل المباراة وجمع مدربي وقائدي الفريقين وعقب المؤتمر الصحافي واتفق مع مدير الفريق حمد الصنيع على أن تكون هناك كرة وصورة جماعية، ووضعت يدي ويد مدرب الاتحاد البديل الكرواتي دارغان فوق يدي الكوريين، وتم التقاط الصور وكنا نهدف الى أن نوصل فكرة أن الاتحاد أعلى من سونغنام. وقال: «كان للصورة تأثير كبير في نفوس اللاعبين وشحذ همهم عندما تناقلتها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، فعلى رغم الخسارة في جدة ورحيل المدرب وإسناد المهمة إلى مدرب حراس الا ان ذلك جعلنا أمام تحد كبير، وفي آخر تدريب للفريق قبل المباراة كان لدى اللاعبين شعور غير طبيعي بالفوز، والحمد لله أنه في تلك البطولة كان هناك تضافر قوي للجهود من كل أجهزة الفريق». ونصح اليامي اللاعبين قبل مواجهة بوهانج ستيلزر بنسيان مباراة ناغويا والتفكير في النهائي اذ انه المهم وألا يلتفت اللاعبون لترشيح الصحافة. وقال: «للصحافة دور في التأثير في اللاعبين، صحيح أنها تدعمنا وتعطينا نصيباً من حقنا، لكن في بعض الأحيان تشعر الصحافة اللاعبين بأن البطولة أصبحت في جيوبهم، وأعرف جيداً أن لاعبي الاتحاد لا يهتمون بما ينشر، والفريق الكوري قوي ولدى لاعبيه روح وإصرار على تحقيق الفوز». واستطرد: «لدينا في الاتحاد نجوم قادرون على الكسب، وليس لديهم استهتار بالمنافسين، وعادة تقل في مباريات الكؤوس الأخطاء الفردية، اذ يكون كل لاعب حذراً، وأجد في دفاعات بوهانج بطئاً، أعتقد أننا لو تمكنا من استغلاله بالاستفادة من سرعة مهاجمينا فسيكون الفوز بإذن الله حليفنا».