شهدت قرى حدودية في منطقة جازان (جنوب السعودية) حالاً من النزوح الجماعي العشوائي عصر أمس، وتوجهت أرتال من السيارات التي تحمل قاطني هذه القرى نحو الشمال، بعد سماعهم الأحداث التي وقعت في قرية «الخوبة الشمالية»، عندما تسلل إليها مسلحون عابرون للحدود عصر أمس وهاجموا مركز حرس الحدود القائم فيها، وأثاروا الرعب في القرية، حين أطلقوا النار على المنازل والسكان الآمنين بعشوائية. شهود عيان من سكان القرية تحدثوا ل«الحياة» عما حدث عصر أمس، ويؤكد علي يحيى السلمي أحد سكان الخوبة الشمالية أن مسلحين كانوا يجوبون القرية سيراً على الأقدام أطلقوا النار عليه وهو في ساحة منزله، فما كان منه إلا اللجوء إلى داخل المنزل والاختباء. يقول السلمي: «كنت جالساً في ساحة منزلي عندما فوجئت بمجموعة من المسلحين يتجولون في الشارع على أقدامهم، أطلقوا النار علي وأنا في منزلي». ويضيف: «جمعت أفراد أسرتي، وهم تسعة، وأنزلتهم إلى مركز الإيواء التابع للدفاع المدني». ويشير شاهد العيان إلى أنه رأى تبادلاً لإطلاق النار بين المسلحين من طرف ورجال حرس الحدود والجيش من الطرف الآخر، قبل أن يفر المسلحون، ويطوق الجيش القرية، مؤكداً أن سكان القرية بدأوا بالنزوح إلى القرى الواقعة إلى الشمال من قريتهم. أما خالد هزازي فكان أحد الذين أصيبوا في أبنائهم وذويهم بعد أن اعتدى المسلحون على قريته نهاية الأسبوع الماضي، يقول: «انتقلنا إلى محافظة صامطة واستأجرنا شققاً مفروشة لأسرنا بعد قصف منازلنا». ووسط الألم الذي عاشته هذه الأسر، قام أمير منطقة جازان محمد بن ناصر لتقديم واجب العزاء والوقوف على حالهم والاطمئنان على سلامتهم. ويضيف: «فوجئ الأمير محمد بن ناصر عند زيارته لمواساتنا عندما أخبرناه بأننا نسكن على حسابنا الخاص، وذكرنا له بأنه تقدمنا إلى الدفاع المدني والشرطة بطلب إيوائنا في إحدى الشقق المفروشة، وأفدناهم بعدم تحمل الأطفال والنساء وكبار السن لمثل مخيمات الإيواء الموقتة، ولم يكن لهم خيار آخر، حينها قال الأمير: مشكلتكم مشكلتنا سنرد لكم الاعتبار وسيكون لنا لقاء آخر».