هاجم إمام وخطيب جامع العقل في ضاحية قارة (جنوبسكاكا) الشيخ علي العقل تنظيم «القاعدة»، وقال إن سلوك أفراده فيه من الأخطاء المنهجية والانحرافات الفكرية الشيء الكثير. وأضاف الشيخ العقل في خُطبة الجمعة أمس، إنهم يتسمون بالتهور الشنيع، والعجلة المقيتة، والغيرةٌ غير المنضبطة، والجهل بأحكام الشريعة. وذكر أنهم اتخذوا الهوى وما تميل له النفوس غرضاً، وتجنبوا آراء العلماء وأهل الخبرة، واتهموا من خالفهم بالمداهنة والانبطاح، وتسرعوا في إطلاق الأحكام جزافاً من دون نظر أو تحقيق. وأوضح أن نتيجة ذلك استباحة المسلم دم أخيه المسلم، ووصفه بالطاغوتية، مع «ممارسة أبشع صفات الانتقام، من حزِّ الرؤوس، وتقطيع الأطراف، وتمزيق الأشلاء، وهدم المساكن». وزاد: «ومن انحرافات هذه الفئة، الوقوع الشنيع في أعراض العلماء، والتحزب المقيت، والتعصب المذموم، حتى امتحنوا الناس في زعيم التنظيم، فإذا أُنكر عليهم، قالوا قال فلان، وكأنه لا ينطق عن الهوى، مع أنه بشر غير معصوم من الخطأ والفتنة، ومثله يُستَدَل له ولا يُستَدَل به، كيف وقد صدر منه صراحة العديد من الآراء الشاذة والأحكام المردودة، رد عليها العلماء». وذكر أن هذه «الفتنة» أحدثت من الشر والضرر والفرقة والانقسام أضعاف ما جاءت لإنكاره ومعالجته، «وحققت للعدو الشامت بنا في الداخل والخارج أضعاف ما يرجوه من الفرص، وأصبحت مناهجنا ودور التحفيظ والجمعيات الخيرية والمراكز التوعوية ملاحقة بشبهة تفريخ الإرهاب». وأثنى العقل على جهود رجال الأمن في التصدي لأخطار الفئة الضالة، وأضاف: «كم هو مفرح ما تم الإعلان عنه في بيان وزارة الداخلية الأسبوع الماضي عن العثور على أسلحة ودوائر إلكترونية تستعمل للتفجير عن بُعد». وزاد: «وكم هو مفجع شناعة هذه الأعمال وخطورتها من حيث العدد والعتاد، وما يضبط بحوزتهم من أموال وأسلحة، ناهيك عن علاقاتهم بأطراف أو دول أو جهات أجنبية تكيد الحقد الأسود لهذه البلاد وأهلها». وتساءل الشيخ العقل عن أهداف «الفئة الضالة»، وقال: «أي دينٍ وعقلٍ وعرفٍ يقرّ هذه الأعمال الشنيعة؟ بل أين المروءة والرحمة والإنسانية عند هؤلاء؟ أي قلب هذا الذي يستهين بالأرواح والممتلكات؟ بل أي نفس تلك التي تلذ لسفك الدماء وتطاير الأشلاء؟». وأضاف: «العجيب أنهم يتحدثون باسم الإسلام والجهاد، والإسلام الحق بريء من ذلك كله، ويأبى الله ورسوله ثم يأبى أهل الإيمان أن تكون هذه المسالك المرذولة في ترويع الآمنين وزعزعة حياة المطمئنين وسلوك مسالك العنف والاعتداء طريقاً إلى خير البشرية وصلاح للإنسانية». وشدد العقل على أن جميع أفراد المجتمع مسؤولون عن مواجهة هذه الفتنة، «وإذا كانت أجهزة الأمن تقوم بدورها مشكورة في رصد وتتبع هذه الفئة، ومنعها من ارتكاب جرائمها، فإن الدور الأكبر على العلماء والمفكرين والمربين في اجتثاث هذا الفكر من جذوره، وعلى الجهات والهيئات الدينية والثقافية ومؤسسات المجتمع كافة أن تضطلع بدورها في مواجهة هذا الفكر المنحرف، ويبقى الدور المهم والأهم على الأسرة بحسن الرعاية وحسن الوقاية للناشئة».