شدد رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، على أن «محاولات الوقيعة بين القاهرة ودول الخليج باءت بالفشل». وقال ل«الحياة» أمس (الإثنين) إن «تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال الاتصال الذي أجراه معه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أول من أمس (الأحد)، وتجديده وقوف السعودية إلى جانب حكومة مصر وشعبها، وثبات موقفها تجاه أمنها واستقرارها، يشير إلى أن العلاقات بين البلدين راسخة، ولا يمكن أن تؤثر فيها محاولات الوقيعة من أية جهة». وأضاف، أن «التصريحات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين التي تؤكد استمرار دعم المملكة ووقوفها إلى جانب مصر، هي خير دليل على أن العلاقات بين الدولتين لا يمكن أن يعكر صفوها المتآمرون، الذين لا يدركون أن ما يربط البلدان أكبر من مؤامراتهم وأمانيهم الخبيثة». وأشار إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قطع الطريق أمام المتربصين، بتأكيده أن العلاقات مع مصر أكبر من محاولات بعضهم تعكيرها، مثمناً «مواقف أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وتأكيدهم جميعاً خلال اتصال السيسي بهم أول من أمس، وقوفهم إلى جانب مصر لإكمال خريطة الطريق التي تسعى أطراف عدة إلى محاولة إفشالها». وأشار إلى أن «جهود المتربصين ذهبت سدى، ولم تُجْدِ نفعاً في زعزعة هذه العلاقات، على رغم محاولاتهم المستميتة لتحقيق ذلك». وقال محلب: «إن العلاقات المصرية - الخليجية لا يمكن أن يعكر صفوها متآمرون لا يدركون أن ما يربط بينهما أكبر من مؤامراتهم وأمانيهم الخبيثة»، منوهاً ب«عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وأرجاء المنطقة العربية بصفة عامة، ومنطقة الخليج العربي بصفة خاصة». وأشار إلى أن «مصر لا تنسى أبداً من يقف معها في أوقات الشدائد، فكيف يمكن لها أن تنسى دعم ومساندة دول الخليج لثورة 30 حزيران (يونيو) التي دشنت عصر النور في المنطقة، وإنهاء الرجعية والتخلف». وأوضح أن «الدور الخليجي الداعم لمصر لا ينكره إلا جاحد، ولا ينساه إلا متآمر»، مضيفاً أن «العلاقات المصرية - الخليجية تمثل نمطاً فريداً ونموذجاً يحتذى به في ما يجب أن تكون عليه العلاقات التعاونية والتفاعلية على مستوى الوطن العربي، إذ إن نمو تلك العلاقات له عدد من التأثيرات الإيجابية في المنطقة العربية بأكملها». وأكد رئيس الوزراء المصري أن العلاقات بين مصر والسعودية، «استراتيجية وراسخة ومستقرة، ويحكمها مصير واحد، وأي محاولات لإثارة أزمات بينهما هي محاولات يائسة، خصوصاً أن الدولتين تحرصان على الحفاظ عليها، فمصر والسعودية هما قُطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي والعربي، ومصر حكومة وشعباً لم ولن تنسى الدعم العظيم الذي قدمته السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، لأبناء الشعب المصري بعد ثورة 30 حزيران (يونيو)، التي أعادت مصر للمصريين، وأعادت مصر للعروبة، بفضل دعم العرب، وعلى رأسهم السعودية التي أعلنت دعمها السياسي والديبلوماسي لمصر منذ اليوم الأول للثورة». وحسم رئيس الوزراء المصري «حرب التسريبات» التي تتبناها بعض الفضائيات والجماعات للهجوم على بلاده بقوله: «هذه تسريبات مزيفة تقف وراءها جماعة الإخوان المسلمين بهدف إفشال خريطة الطريق والمؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في شرم الشيخ، ولن تتأثر فيها مصر أو دول الخليج، لأن العلاقات بين الجانبين استراتيجية وتاريخية، يربطها المصير المشترك. والجبهة الداخلية المصرية قوية، والشعب المصري يقف وراء قيادته ويكن كل التقدير والاحترام والحب للقيادة والشعوب في الخليج، ويدرك تماماً حجم موقفهم من الحفاظ على وحدة مصر واستقرارها».